الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الخطأ تكنولوجي!

الخطأ تكنولوجي!
14 نوفمبر 2019 00:02

كثيراً ما تلمسنا العذر للحكام، فيما يقترفونه من أخطاء مؤثرة، تغير مجرى المباريات، وتقلبها رأساً على عقب. كنا نقول إن الحكم إنسان والإنسان من طبعه خطّاء، ولماذا لا يخطئ حكم في الإعلان عن ضربة جزاء صحيحة، أو في السهو عن إشهار حالة تسلل، واللاعبون يخطئون في تمرير الكرة، وأحياناً في إصابة الهدف، وهم على مرمى قدم من الشباك، والمدربون يسيئون التقدير، ويكسرون الأعراف التكتيكية.
ذات وقت، شبت حرائق كلامية في أكثر من مكان، بين من يدافع عن كرة القدم بوصفها لعبة استمدت لعقود جمالها من سحر الارتجال، وبين من يدفع نحو إدخال التكنولوجيا، بما استحدثته من آليات، لتحقيق أكبر قدر من العدالة في كرة القدم، وعلى استحياء ترجلت كرة القدم نحو التكنولوجيا، تسألها ما يمكن أن يخفف من وطأة الأخطاء التي يقترفها الحكام، خاصة عندما يستخدمون سلطاتهم التقديرية.
وأذكر أن الفرنسي ميشيل بلاتيني، خرج ذات وقت على عائلة كرة القدم، يحذرها من آفة توظيف التكنولوجيا في مجال التحكيم، لأنها ستقتل المتعة، حتى لو كانت تضمن نسبة أعلى من العدالة، والحقيقة أن بلاتيني لم يكن بعيداً عن التداعيات السلبية، لاستعمال ما أصبح اليوم يعرف بتقنية اللجوء للفيديو في مباريات كرة القدم.
طبعاً لن أبخس ما ذهب إليه إنفانتينو رئيس «الفيفا»، بعد انقضاء سنة على زراعة هذا الجسم الغريب في كرة القدم، عندما قال إن تجربة «الفار» ناجحة بمقدار يحفز ويشجع على تعميمها برغم تكاليفها الباهظة، إلا أن ما تصدره بعض المباريات، سواء في دوري أبطال أوروبا، أو في الدوريات الأوروبية، من أخطاء فادحة في تقدير الحالات، أو في رصد زوايا التدقيق، يجعلنا نتصور أن الأخطاء التي كانت بالأمس إنسانية باتت اليوم تكنولوجية، حتى لو أن هذه التكنولوجيا التي لجأت إليها كرة القدم، لتحقق قدراً أعلى من العدالة تقع بالكامل تحت مسؤولية الإنسان.
ولعل أكثر ما يجعلنا نعيب على تقنية اللجوء للفيديو، ابتعادها عن الصواب، وعدم تحقيقها للعدالة الكاملة، مباراة مانشستر سيتي وليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز التي كان بطلها حكم المباراة عند توظيفه لتقنية اللجوء للفيديو، في ضبط الأخطاء والإعلان عن الجزاءات، وعوض أن يسهم التحكيم في رفع درجات المتعة في مباراة هي قمة في الابتكار التكتيكي، لوجود مدربين ملهمين، أقبرها وجنى عليها، بل واختار لها مصباً غير مصبها الحقيقي.
نحن مع ما يحمي كرة القدم من رياح الظلم، ومع ما يحقق لها العدالة، ولكن لا شيء من هذا سيفلح إذا لم تستطع كرة القدم حماية نفسها من الأنفس الأمارة بالظلم، ولو في حضور التكنولوجيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©