كيف تتبدل المشاهد بهذا الشكل.. كيف تتحول إلى النقيض.. كيف يتحول مصدر سعادتك وإلهامك وتفاؤلك إلى مصدر للقلق؟.. هل تتباين الأجيال بهذه الصورة، فيصل جيل إلى القمة ويعجز آخر عن مجرد البداية؟.. هل تفوز وتنتصر لأنك تستحق أم لأنك واجهت من لا يستحق؟.. تساؤلات ما كان لها أن تقفز إلى خاطري إلا بعد وداع منتخب الشباب لتصفيات آسيا تحت 19 عاماً والمؤهلة لنهائيات 2020 في أوزبكستان، ليسجل أول غياب عن النهائيات الآسيوية منذ 2002، مكتفياً بفوز وحيد في التصفيات على نيبال، وخسارتين على التوالي بهدفين من قيرغزستان وإيران ليحتل المركز الثالث في المجموعة الرابعة، ويخرج من حسابات التأهل تماماً.
لست أدري لماذا كلما تعلق الأمر بمنتخب الشباب، وجدتني هناك.. في الخُبر والدمام عام 2008، حيث كتب هذا الفريق أنصع وأبهى صفحاته على الإطلاق محققاً اللقب الآسيوي وقتها، وتأهل إلى كأس العالم للشباب في مصر عام 2009، وقدم لكرة الإمارات جيلاً هو أيضاً من أبهى الأجيال، جيل عموري ومبخوت وأحمد خليل والفردان ومبخوت وعامر عبدالرحمن والراحل ذياب عوانة عليه رحمة الله، وغيرهم ممن شكلوا كتيبة استثنائية، انشق عنها القدر في لحظة فارقة لم يكن ما قبلها ينبئ بما بعدها.
من المفترض أننا كنا قد رسمنا طريقاً تسير عليه هذه المنتخبات، وأن هاجسنا الأكبر والأهم، كان في «الأبيض» الكبير، لكن أن نعود اليوم إلى المسألة برمتها، وأن يمتد القصور إلى المنتخبات السنية، فيخرج الشباب من التصفيات الآسيوية، وتتباين مسيرة المنتخبات الأخرى من الناشئين إلى الأولمبي ما بين إخفاق مرة وتعويض في أخرى، فإن الأمر بحاجة إلى وقفة، لمعرفة هل ما زلنا في نفس الطريق أم أن شيئاً تغير.
المدهش بالنسبة لي أن منتخب الشباب ذهب وعاد من التصفيات الآسيوية، ولا أعرف تقريباً أحداً من لاعبيه، ويبدو الفرق شاسعاً بينهم وبين جيل «الدمام»، ورغم أن راكان صالح ومبارك الزحمي وسلطان الأميري وسيف الزعابي وعبد الله المنهالي وحارب سهيل وفهد بدر والطنيجي والحراصي والمقبالي والمازم يمثلون أندية الإمارات كلها تقريباً، لم نر ولم نسمع من أنديتهم ما يجعلنا ننتظر هؤلاء ليحملوا الراية ممن سبقوهم.
أدرك أن الظروف تتباين، وأن كل جيل له معطياته، وأقبل التحول من مركز إلى مركز.. من البطولة إلى الوصافة أو مركز متقدم أو حتى مجرد التواجد بين الكبار، لكن أن تغلق كتاب التاريخ.. ألا تذهب إلى حيث ذهبت أجيال، فهنا لابد السؤال، وعلى المعنيين أن يجيبوا وأن يقنعونا.

كلمة أخيرة:
كل شيء محتمل إلا العبث بالمستقبل