قدر الكبار أحياناً يكون أكبر من أن يقدموا ما عليهم.. لا بد أيضاً وأن يتحملوا نتيجة أخطاء الآخرين، وقد يدفعون ثمن تلك الأخطاء، كما كان حال الهلال السعودي أمس الأول في مواجهته بذهاب نهائي دوري الأبطال الآسيوي مع أوراوا الياباني، والتي انتهت بفوز الهلال بهدف نظيف، وحرمانه من هدف ثان صحيح مائة في المائة ألغاه مساعد الحكم بداعي التسلل، ولم يكن هناك تسلل على الإطلاق، وهي ليست الحادثة الأولى للهلال مع الحكام، وقطعاً لن تكون الأخيرة، وعليه أن يمضي وأن يعلم أن المجد الذي ينتظره يحتاج لما هو أبعد من ذلك.. يحتاج إلى إعصار هو أهل له وجماهيره تستحقه.. يحتاج إلى أن يقطع شك الأمنيات باليقين وأن ينهي سنوات الترقب العجاف، وأن يثأر من أوراوا تحديداً الذي خطف منه لقب 2017.
النتيجة -قطعاً- ليست مطمئنة، لكن فارس نجد وهلالها وزعيمها وموجها الأزرق هو من يسبق الآن، وفكرة اللعب خارج الحدود في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بالعاصمة اليابانية طوكيو، ليست ما ينال من حضور وقوة وعنفوان الهلال، وقياساً بما رأيناه في مباراة الذهاب أمس الأول، فإن على البطل السعودي أن يباغت منافسه الياباني بهدف يربك به كل حسابات العودة، وكلي ثقة أنه يستطيع.
وإذا كانت ذكريات الهلال مع أوراوا ليست على ما يرام من مواجهتي 2017، فإن تاريخ «الزعيم» السعودي مع الفرق اليابانية يميل لصالحه ولم يسبق له أن ذاق طعم الهزيمة من أي منها سوى مرة واحدة، مقابل خمسة انتصارات وتعادل حققها حتى الآن.. لا شيء بإمكانه أن يوقف الهلال إن أراد، والمجد الذي يلوح له على بُعد خطوات، لن يفرط فيه بإذن الله، وكلنا أمل أن يعود من طوكيو حاملاً اللقب والفرحة، والكأس إلى خزانته بعد غياب دام سبعة عشر عاماً.
أوراوا ليس بالمنافس الشرس، ومستواه في الدوري الياباني أكبر دليل على ذلك، لدرجة أنه قريب من الهبوط، وسوء النتائج يلازمه منذ بداية المسابقة، وجماهيره غاضبة، وكلها عوامل على الهلال استغلالها، وإذا كان الحظ ساند أوراوا في الوصول إلى نهائي آسيا فعلينا أن ننهيه في مواجهة إسدال الستار، ولا يمكن القول إن ظروف الفريقين متشابهة، لأن الهلال وضعه مختلف وما يعانيه ليس سوى ظرف طارئ لن يدوم، لكن أزمة أوراوا أعمق وأكبر وأكثر وضوحاً.
كان بإمكان الهلال أمس الأول أن ينهي الأمور مبكراً جداً بحصيلة أهداف تغنيه عن الحسابات الشائكة، لكن الهلال لها في كل الأحوال، وإذا كانت جماهير أوراوا ورقة رابحة في اليابان، فجماهير الهلال حاضرة وإن غابت.

كلمة أخيرة:
حين يصبح المجد على مرمى البصر.. تلك قوة إضافية تمنعك من السقوط