- بعض المدن لا يمكن أن تضبط إيقاعها، ولا تقدر أن تدخل إيقاع ساعات يومك في دوامتها، هي مدن عصيّة على ساعات الغرباء، ولا يمكن أن يتكيف معها إلا أهلها، القاهرة مثلاً، مومبي مثلاً، لا يمكنك أن تنجز أكثر من موعد في نهارها، ولا يمكنك أن تعرف متى ينتهي ليلها، ثمة حشود ذاهبة.. إلى أين؟ لا تدري! ثمة حشود تغشى الشوارع، فلا تعرف أين يسكنون! لذا لا تغضب على موعد لم يتم في ميقاته، ولا تزعل من تأخر ضرب موعد من الساعة التاسعة صباحاً إلى التاسعة مساء، هي مدن تلوك الوقت!
- سمعت فريد الأطرش بمجرد وصولي للقاهرة، وتذكرته فجأة، وتذكرت أنه في الإمارات ربما يغيب صوته سنة بطولها، لا نسمعه يصدح بصوته في الشارع أو حتى في إذاعاتنا الذاهبة فقط نحو الجديد، ونحو أصوات تذكرك بآلة الحفر الحادة في عيادات الأسنان، بعض المدن تعيش قديمها في جديد يومها، القاهرة مثلاً!
- ثمة أشياء في الدنيا جميلة ولذيذة، جالبة للفرح، ومبددة للحزن، تقرّب لك السعادة، وتضفي على يومك ألواناً من الدفء، أشياء لا تستطيع أن تقول عنها إلا أنها تصالحك مع الدنيا!
- لا أعرف لِمَ على مواطني مجلس التعاون أن يعملوا إقامة لفتح حساب بنكي كما يطلب منهم «المصرف المركزي» والبنوك بالتالي، ما هو المغزى من أن تكون لديهم إقامات لفتح حسابات في البنوك، في حين الجوازات لا تطلب منهم عمل إقامة! حلّوها يا جماعة الاقتصاد، ونظام الإقامات، نعمل إقامة، وإلا نقدر أن نفتح حساباً مصرفياً؟ خاصة أن أمور التحويلات والإفصاح عن الأموال معروفة، ومشروطة، ولا خلاف على ذلك!
- هناك أناس في الحياة مهمتهم ومهنتهم في الحياة أن يكونوا صنّاع الفشل، كلمة لا.. تسبقهم، ونعم.. تظهر خجولة من أفواههم، يعرفون كيف يضعون العصيّ في العجلات، لا يفرحون بضحكة الآخر، ولا يحبذون تواجد حرّاس للنجاح يعضدون المستحق والمبدع، لو جئتهم بالفرح، لا يقبلونه، ويستبدلونه بالغم، لا أشك أن لونهم المفضل ذلك الرمادي الذي يشبه الإسمنت، وأنهم لا يحبون الحلو والسكر، فوق كبودهم يربون تلك الشحمة، ومرارة الفم تجعل ألسنتهم متخشبة، هم صنّاع الفشل في كل مكان وبامتياز!