في لقائه وزراء الإعلام في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دور وقوة الكلمة في تحصين الفكر وسلامة المجتمعات، مشدداً على دور الإعلام في التصدي للإرهاب والتطرف. وقال سموه «إن محاربة التطرف والإرهاب إعلامياً وفكرياً لا تقل أهمية عن محاربته أمنياً وعسكرياً، بل قد تكون أكثر أهمية لما للإعلام من تأثير مباشر في نشر قيم التسامح والتعايش المشترك وقبول الآخر وترسيخ الإيجابية في المجتمعات». لقد كانت دولة الإمارات وبفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة في مقدمة الدول الرائدة التي تصدت مبكراً للفكر المنحرف والمتطرف والإرهاب تأسيساً على قيم المحبة والتعايش والتسامح والانفتاح على الآخر التي غرسها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. ونهض إعلام الإمارات بمسؤولياته مواكباً لتحصين الفكر والمجتمع من ناشري الفتن والسموم بأفكارهم المنحرفة والشاذة والمتطرفة والذين كانوا يستهدفون متانة اللحمة الوطنية لمجتمع الإمارات، خاصة أولئك الذين يتخفون وراء أقنعة الدين لتنفيذ مآربهم الإجرامية الإرهابية. وكان أداء إعلام الإمارات متناغماً مع جهود الجهات المختصة كافة للتصدي للفكر المتطرف وبالأخص الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ووزارة التربية والتعليم ومراكز الدراسات، وفي مقدمتها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي أثرى المعركة الفكرية في مواجهة جماعات الإسلام السياسي بندوات ومؤتمرات ومؤلفات، ويعد كتاب «السراب» للمفكر الإماراتي الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، والذي ترجم لعدة لغات مرجعاً وعلامة فارقة في كشف وتعرية تلك الجماعات وتعزيز وعي المجتمعات بأخطارها وأجنداتها الخبيثة. وفي إطار هذه الجهود الإماراتية كان الملتقى الذي نظمته أمس الأول«الشؤون الإسلامية والأوقاف» بعنوان«الإمارات تطوق الإرهاب» والذي أكد أهمية تحصين الشباب والمجتمعات وتنسيق الجهود ورص الصفوف لتجفيف منابع الأفكار المتطرفة ودعم المبادرات والإجراءات المتخذة لاجتثاث آفة الإرهاب التي تمثل خطراً وجودياً على الجميع، وليس دولة بعينها. استضافة الإمارات لاجتماع وزراء الإعلام في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تأكيد لهذا النهج الإماراتي وتقدير للدور الكبير الذي تقوم به لصون استقرار المجتمعات والسلم العالمي بالتصدي للمتطرفين والإرهابيين ومقارعتهم على الجبهات والصعد كافة فكرياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً في وقت تزداد فيه عزلة أهل الضلالة والانحراف والتطرف بعدما تساقطت الأوراق وتعرت المواقف.