الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشمس.. آية حساب الزمن

الشمس.. آية حساب الزمن
29 مايو 2018 20:28
القاهرة (الاتحاد) الشمس آية من الآيات العظيمة، سخرها الله تعالى للبشر، وفيها من المنافع لهم ما لا يعلمه إلا الله شرّفها فأقسم بها، إنها الشمس التي تشرق كل يوم، ولضخامتها وعجيب ضوئها وما فيها من آيات استعظمها أقوام، فعبدوها من دون الله، كما قال الهدهد لسليمان عليه السلام: (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ)، «سورة النمل: الآية 24»، وأخبر تعالى أنها من جملة آياته الكونية المخلوقة، عن الحق أن يعبد خالقُها، ولا تزال حجة داحضة، وآية ظاهرة على عظمة الله جل وعلا. حساب الزمن ويقول الدكتور صبحي رمضان فرج الأستاذ بجامعة المنوفية المصرية، ورد ذكر الشمس في القرآن الكريم ‏35‏ مرة‏،‏ وتصفها الآيات بأنها آية من آيات الله، وأنه تعالى خلقها بتقدير دقيق وجعل لنا من انضباط حركاتها وسيلة دقيقة لحساب الزمن والتأريخ للأحداث، وأنها ضياء‏‏ أي مصدر للضوء‏،‏ وأنها سراج‏،‏ أي جسم متقد‏ مشتعل،‏ مضيء بذاته‏،‏ وأنها سراج وهاج،‏‏ أي شديد الوهج‏، مسخرة بأمر الله‏،‏ لأجل مسمى ينتهي بعده كل هذا الوجود‏،‏ وأن بداية تهدم الكون الحالي تتمثل في بداية تكور الشمس، يقول تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ...)، «سورة فصلت: الآية 37»، وقال الرسول، صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده»، وهذا الحديث يعد تأصيلاً باهراً لحقيقة الظواهر الكونية، وإبطال لما كان أهل الجاهلية يعتقدون من تأثير الكواكب في الأرض. الدوران وقال تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ? وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، «سورة يس: الآية 40»، وقال: (... وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)، «سورة الزمر: الآية 5»، وقال أيضاً: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَ?لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، «سورة يس: الآية 38»، فالشمس تدور حول نفسها دوراناً مغزلياً حول محورها، لكن هذا الدوران ليس بالسهولة أو الانسيابية التي تدور بها الأرض حول نفسها لأن الشمس ليست كتلة صلبة، ودورتها الكاملة تستغرق 22 سنة، وكشف علم الفلك الحديث أن الشمس تنجذب باتجاه مركز مجرتنا «درب التبانة»، وتدور حوله بشكل دقيق ومحسوب بسرعة 220 كلم/‏‏ ثانية، وتستغرق حوالي 250 مليون سنة لتكمل دورة كاملة، وقد أكملت 18 دورة فقط خلال عمرها البالغ 4.6 مليار سنة. تحت العرش والتعبير القرآني (...يَسْبَحُونَ) و«وتجري» يتناسب تماماً مع ما أسفرت عنه الدراسات الفلكية الحديثة عن مدار وحركة الشمس وإشعاعها، وانتظامها في سيرها، وضخامة حجمها، فقد كان ولا يزال مثار الدهشة، وموضع الانبهار، فهي تسجد لخالقها سبحانه: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ...)، «سورة الحج: الآية 18»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: «أتدري أين تذهب»؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: «فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويُوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها ارجعي من حيث جئت، فتطلعُ من مغربها، فذلك قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَ?لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، «سورة يس: الآية 38». وأما مصير الشمس بعد انتهاء الدنيا، فإنها تُكَوَّر، كما أخبر الله عن تكويرها في القرآن، لها نهاية محددة، ولم تخلق عبثاً، إنما سخرها الله لعمل محدد وعندما تنتهي مهمتها، فإنها تختفي وتزول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©