لا شيء يسعدني أكثر من رؤية الجماهير في المدرجات.. من أجلها كانت الكرة، ومن أجل الكرة كانت.. هذا الدفء وتلك الأهازيج وأمسيات الفرح في انتظار حلم بسيط، تعود بعدها حاملاً أمنيتك الصغيرة وسط مواكب العائدين بأمنيات.
وإذا كان حال الجماهير في دورينا متقلباً، وغالباً حضورها لا يعكس العمل المبذول ولا الأمل المرتجى، فإن أجمل مشاهدها، يكون فريق العين طرفاً فيه.. هو النادي الذي شب منذ زمن عن طوق التمني.. لا حاجب بينه وبين جماهيره، ولا حاجب بينه وبين الصدارة التي يستحقها على الدوام بحضور لافت، لا يحدث إلا في حضرة الزعيم.
في قمة الجولة السادسة لدوري الخليج العربي، بين العين والجزيرة، تحقق الحضور الأعلى حتى اليوم في النسخة الحالية للدوري، حيث شهد استاد هزاع بن زايد، حضور قرابة خمسة عشر ألفاً، في ديربي هو الأقوى، وغالباً يشهد أرقاماً جماهيرية استثنائية، لم يتعدّها سوى لقاء البنفسج مع أصحاب السعادة، حيث سجلت قمتهم معاً أكثر من عشرين ألفاً في موسم 2017/‏‏‏2018، وسواء مع الجزيرة أو الوحدة أو الأهلي والظفرة، كان العين كلمة السر ورسمت الأمة العيناوية أبهى المشاهد وأروعها على الإطلاق.
لا شك أن لجنة دوري المحترفين، تبذل جهوداً استثنائية، وتقوم بجهود خارقة في ملف شديد الحساسية والتشعب، فلكلٍ من الجمهور ذائقته وميوله واختياراته، وأن تتعامل مع توجهات الناس وميولهم، هي مسألة صعبة بالطبع، لكن اللجنة نجحت بامتياز في تنفيذ العديد من المبادرات المدهشة والمفعمة بالأمل وبالوطنية، مثل أداء النشيد الوطني ومبادرات يوم العلم، وغيرها من الفعاليات الأخرى، التي تحسب للجنة وللقائمين على هذا العمل المشرق.
المشهد الذي رأيناه في مباراة العين والجزيرة، يغرينا بالمزيد من العمل، ويؤكد أن كل جهد في هذا الاتجاه مطلوب، لأن الصورة في حضور الجماهير تختلف تماماً.. الكرة في غياب الجماهير أو الحضور الباهت، تبدو وكأنها لا تريد من أحد أن يلعبها.. لا شيء له طعم.. لا الأهداف ولا الفن ولا الموهبة.. كل تلك الأمور تشرق في حضرة الجماهير.
أما الزعيم العيناوي، فلا شيء مستغرباً لديه.. منذ البدء وأمته الساكنة هناك وفي القلب تفعل كل هذا وأكثر.. منذ زمن وهو حلم قفز من خيالات الذاكرة إلى الدروب والشوارع في دار الزين، فسطر أغنيةً وقصيدةً واستقر شجرةً وارفة الظلال شديدة الخضار.. العين رقم مهم وأساسي في أية معادلة للإبهار.. العين لديه دوماً الكثير.. حتى إن غابت الأهداف، يكفيه أن تحضر الجماهير.
كلمة أخيرة:
طالما أنها تحضر.. مؤكد أن لديها سبباً للغياب.