الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان في عُمان.. فرحة تملأ القلوب

رمضان في عُمان.. فرحة تملأ القلوب
26 مايو 2018 20:22
هناء الحمادي (أبوظبي) شهر رمضان في سلطنة عُمان، له طابعه الخاص، خاصة في الولايات والقرى العمانية، حيث تزدان بالعادات والتقاليد الجميلة التي ما زال الكثير من شعبها يمارسها، وقد لا تختلف تلك العادات والتقاليد والاحتفال بقدوم الشهر الفضيل عن غيرها من البلدان العربية، ومن العادات الجميلة المعروفة التي يشتهر بها أهل السلطنة، التواصل بين الجيران، والذي يوثق علاقات المودة والإخاء وحسن الجوار، كما يتبادل الجيران وجبات الإفطار فيما بينهم. رمضان في عُمان محبة ومودة، إخاء وتعاون، هكذا عبر عوض أحمد البلوشي من سلطنة عُمان عن عادات وتقاليد السلطنة في الشهر الفضيل بقوله: «قبل رمضان بعدة أسابيع تتسابق الكثير من الأسر لتوفير احتياجات الشهر الفضيل من المواد الغذائية وكل ما يحتاجه، فالجميع يستقبل هذا الضيف العزيز الذي يزورنا في السنة مرة بحفاوة وفرحة تملأ القلوب، ومع انطلاق أول أيام الشهر الفضيل، تتسارع الخطوات لاستقباله بكل حفاوة من إعداد الكثير من الأطباق الرمضانية التي تتزين بها السفرة العمانية». ويضيف: «مع حلول وقت الإفطار يسمع الجميع مدفع الإفطار وطلقاته، لكنه يصوم بقية أيام الشهر، ويبقى أذان المغرب وحده معبراً عن موعد الإفطار للصائمين في جميع أنحاء السلطنة». تبادل الإطباق ويظل تبادل الأطباق بين الجيران من العادات المستمرة، فحسب البلوشي يتسابق الأهل في إعداد أشهى الأكلات الرمضانية وتوزيعها بين الجيران، فنرى مشهد تبادل الأطباق قبل غروب الشمس وفرحة الصغار والكبار بدق باب الجار والابتسامة ترتسم على محياهم، ليظل ذلك عنوان التواصل والمودة بين الجيران في رمضان، فرحين بهذه الأيام الفضيلة التي توثق علاقات حسن الجوار، أما أشهر الأكلات، فتعتبر الشوربة التي تُصنع من اللحم من أهم الوجبات على المائدة الرمضانية في عُمان، حيث تقوم النساء بطبخها من بعد الظهر، كذلك الهريس والسمنة بالحلباء، أو الحبة الحمراء والثريد والعرسية. صلاة التراويح وأوضح أن صلاة التراويح لها ميزتها في رمضان، فالكل صغاراً وكباراً يجمعهم نداء الأذان وهو يرتفع من مئات المآذن التي تنتشر في كل ربوع عمان، ويؤدونها بخشوع، ومع انتهائها يجتمع أبناء القرية وشبابها وشيوخها في حلقات يستمعون فيها إلى الدروس الدينية والمحاضرات التي عادة ما تدور حول فضل الشهر الكريم وآداب الصوم. ويضيف: «عندما يحين موعد السحور يحرص العمانيون على تناول وجبة السحور، التي تعد بالنسبة لهم من الوجبات الرئيسة في شهر رمضان، ورغم ذلك يفضل البعض تناول وجبات خفيفة، وفيما يتناول البعض الآخر اللحم والأرز، ويشرب الشاي والقهوة. زيارة الأقارب من العادات التي لا زال العماني متمسكاً بها في رمضان أو بقية الشهور الأخرى هي «زيارة الأقارب»، ويقول: «هي من الطقوس الجميلة المحببة لدى أفراد المجتمع العماني، وتتم الزيارة غالباً بعد صلاة التراويح مع «فوالة رمضان» التي تتنوع فيها الكثير من الأكلات الشعبية العمانية والحلويات الرمضانية مثل الجلي والكاستر المصنوع من الأرز المطحون وكريم كراميل، وتعلو خلال تلك التجمعات ذكريات رمضان ليكون هذا التجمع، مثل برلمان صغير لكل عائلة تناقش فيها أمور الدنيا والدين. فرحة العيد ويؤكد حمد عبد العزيز الجنيبي من سكان «صُور» في سلطنة عُمان، أن عيد الفطر في الكثير من المناطق والولاية العمانية يشهد الكثير من العادات والتقاليد والاحتفالات، حيث ترتسم الفرحة في قلوب الجميع، احتفالاً بهذه المناسبة، فيستعد الجميع قبل العيد بأيام بشراء ذبيحة أو أضحية العيد الفطر من خلال الأسواق الشعبية، التي توفر الكثير منها، وفي يوم العيد بعد الصلاة يتم ذبحها وعمل وجبة «العرسية»، التي هي عبارة عن الأرز المهروس مع الدجاج أو اللحم ويضع معها السمن. وأشار إلى أن لاستعداد لعيد الفطر المبارك لا يقتصر على الذبيحة فقط، بل يستعد الكثير من الأهالي لشراء احتياجات العيد من الملابس والعطور والكماليات والخضراوات والفواكه، استقبالاً لهذه الفرحة بعيد الفطر المبارك، وفي صبيحة العيد يقوم الجميع بالسلام على أفراد الأسرة بالمنزل وخاصة الوالدين، ثم التوجه إلى «مصلى العيد» لتأدية صلاة العيد، وبعد الانتهاء من الصلاة وخطبة العيد يتبادل الجميع التهاني مع المصلين بالمصلى وكل واحد يعبر عن مشاعرة الصادقة، وبعد الانتهاء من التهاني والسلام يتوجه الجميع إلى بيوتهم لتناول فطور العيد مع العائلة، ويكون الإفطار عادة عبارة عن تمر وشاي والكثير من الحلويات التقليدية العمانية التي تتفن بها النساء في إعدادها مثل الهريس والثريد. العيد لم ينته إلى هنا في سلطنة عمان، فكما يقول الجنيبي: «يواصل أهل السلطنة فرحتهم بعيد الفطر من خلال الزيارات العائلية، ويبقى الأطفال هم الفرحة الأولى بابتهاجهم بملابسهم الجديدة، حيث البعض منهم يرتدي الملابس العمانية التقليدية مثل الدشداشة والمصر، مهنئين أفراد العائلة من كبيرهم لصغيرهم وهم ينتظرون الحصول على المبالغ الرمزية التي تسمى «العيدية». وابتهاجاً بهذه المناسبة لا تخلو سلطنة عمان من الاحتفال بعيد الفطر المبارك من خلال إقامة الكثير من الفعاليات للعائلات والأطفال، وتقديم الكثير من الرقصات التقليدية وفنون الرزحة والرزفة ومبارزات السيوف وغيرها من الفلكلور العماني، مثل عروض فروسية الخيل، تصاحبها أصوات وأهازيج يؤديها أصحاب الخيول، وهي مجموعة من ألوان الفنون. قرنقشوه رمضان ما يميز سلطنة عُمان في منتصف رمضان الاحتفال بليلة النصف من شهر رمضان «قرنقشوه»، الذي يماثل احتفالات الدول الخليجية المجاورة، يذكر البلوشي تلك المناسبة بنوع من التفصيل «يرتدي الأطفال في هذه المناسبة الملابس التقليدية، يجوبون بعد صلاة العشاء «الفرجان»، قاصدين البيوت التي يكافئهم أصحابها بتقديم الحلوى والمكسرات، مرددين أثناء تجوالهم طالبين الحلوى «قرنقشوه قرنقشوه.. أعطونا شي حلواه»، أو «قرنقشوه يو ناس.. عطونا بيسه وحلوى - دوس دوس في المندوس.. حارة حارة في السحارة». وفي حال لم يحصل الأطفال على «القرنقشوه»، يرددون «قدام بيتكم صينيه.. ورا بيتكم جنية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©