الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مدرسة» تشع علماًً ومعرفة في ربوع السنغال

«مدرسة» تشع علماًً ومعرفة في ربوع السنغال
30 أكتوبر 2019 02:13

دبي (الاتحاد)

توجّه فريق مشروع «مدرسة في 1000 قرية» التابع لمنصة مدرسة الإلكترونية، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» لتوفير منصة تعليمية إلكترونية للطلاب في عدد من المناطق النائية ومخيمات اللاجئين، إلى السنغال بالشراكة مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في إطار مشروع الوصول إلى 1000 قرية نائية في المنطقة العربية وأفريقيا، وتوفير المحتوى التعليمي للمنصة لآلاف الطلبة من دون الحاجة للاتصال المباشر بـ «الإنترنت»، لما فيه تعزيز المنظومة التعليمية، وتشجيع مبدأ التعلّم الذاتي، وتفعيل دور التكنولوجيا للنهوض بواقع التعليم باللغة العربية، خاصة للمواد العلمية.
وقال سعيد العطر، الأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: «إن منصة مدرسة تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأن التعليم حق للجميع رغم أي تحديات محتملة، وأنه يمكن تسخير التكنولوجيا لتوفير حلول لتوصيل المحتوى التعليمي لكل الطلبة الدارسين باللغة العربية في أي مكان مهما كان نائياً؛ ولذلك استقطبت المنصة منذ أن أطلقها سموه قبل عام أكثر من مليوني مشترك، و45 مليون زيارة، ووفرت أكثر من 5 ملايين حصة تعليمية، وللتغلب على تحديات عدم اتصال بعض المناطق بالإنترنت، وجّه سموه بإطلاق مشروع مدرسة في 1000 قرية نائية الذي يوفر 4 حلول ذكية مبتكرة تقدم آلاف الدروس التعليمية باللغة العربية من دون الحاجة للإنترنت، وهي جهاز (مدرسة) اللوحي وجهاز بث المحتوى التعليمي المتنقل وجهاز (مدرسة في حقيبة)، إضافة إلى خيار وحدات التخزين الخارجية المحمولة التي يتم توفيرها حسب الحاجة».
وأضاف أن مشروع مدرسة في 1000 قرية نائية يستهدف الوصول إلى الطلبة الذين يدرسون باللغة العربية في المناطق النائية ومخيمات اللاجئين في دول عدة داخل الوطن العربي وخارجه، لتعميم فائدة محتوى «مدرسة» التعليمي الإلكتروني، ويجعله في متناول آلاف الطلاب والمعلمين، ليشاركوا في إطلاق حراك تنموي مستقبلي فاعل، من خلال متابعتهم للتحصيل العلمي، وتذليل العقبات اللوجستية والمادية في المناطق النائية التي يوجدون فيها، ومساعدتهم على التعلم الذاتي.

صدارة
بدوره، أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حرص سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر، على دعم مثل هذه المبادرات النوعية التي تحدث أثراً إيجابياً مباشراً في المجتمعات النامية، وتعزز مجالات التنمية البشرية والإنسانية؛ لذلك تولي الهيئة قضايا التعليم وتوفير فرصه للجميع، اهتماماً كبيراً.
وقال الفلاحي: إن جهود الإمارات التنموية في المجتمعات التي تحتاج إلى الدعم والمساندة والتمكين في مختلف أنحاء العالم، تجسد رؤية القيادة الرشيدة الحريصة على ترسيخ صدارة دولة الإمارات عالمياً في مجال العمل الخيري والإنساني والتنموي.
وأضاف: شراكتنا مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في مشروع منصة مدرسة في القرى النائية في السنغال وفي مخيمات اللاجئين في عدد من الدول العربية، تهدف لتسهيل وصول الطلبة إلى المحتوى التعليمي المتقدم باللغة العربية دون الحاجة للاتصال بـ«الإنترنت»، وتشجيعهم على التعلّم والتحصيل المعرفي، وتخطّي التحديات، ومحاربة التسرب المدرسي، إلى جانب إثراء المحتوى الإلكتروني المتاح باللغة العربية، ودعم التعليم الذي يعزز التنمية، ويشكل أساساً لاستقرار المجتمعات وتقدمها وازدهارها.

شراكة
من جانبه، أكد حمود عبد الله الجنيبي نائب الأمين العام للتسويق وجمع التبرعات في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عضو وفد الدولة للسنغال، أن توفير محتوى منصة مدرسة في المناطق النائية غير المتصلة بـ«الإنترنت» في السنغال، يأتي تنفيذاً للشراكة المبرمة بين مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية و«الهلال الأحمر» الإماراتي بهدف تنسيق الجهود المشتركة لإنجاز مشروع «مدرسة في 1000 قرية»، وذلك ضمن مساعي الجهتين لتحسين حياة سكان هذه المناطق ورفع المعاناة عنهم، وتوفير حلول مبتكرة وغير تقليدية للتحديات التي تواجه المجتمعات البشرية في المجالات الضرورية، وعلى رأسها التعليم.
وأوضح أنه وفقاً للشراكة المبرمة بين الجهتين، يقوم «الهلال الأحمر» الإماراتي بالمساهمة في تحديد المناطق المستهدفة، وتسهيل الوصول إليها، وتقديم الدعم في عملية التوزيع والمتابعة، خصوصاً في القرى والمناطق النائية التي تشملها أنشطة «الهيئة»، معتبراً أن هذه الشراكة تعد نموذجاً يحتذى به في التعاون والتناغم والعمل بروح الفريق الواحد بين المؤسسات الإماراتية العاملة في المجال الإنساني والتنموي؛ نظراً لكونها تهتم بإكساب الفئات المستهدفة المعارف والمهارات اللازمة لتحسين حياتهم إلى الأفضل بشكل مستدام مهما كانت التحديات. وقال إن المشروع المشترك يستهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المدارس السنغالية التي تعتمد مناهج دراسية باللغة العربية، سواء كانت حكومية أو خاصة، وتوفير محتوى «مدرسة» للطلبة والطالبات، بما يسهم في تغلبهم على تحدي صعوبة الاتصال بـ«الإنترنت»، ويساعدهم على الارتقاء بمستواهم العلمي والمعرفي.

تخطي التحديات
من جهته، قال الدكتور وليد آل علي، مدير مشروع منصة مدرسة: «نهدف إلى توفير منصة مدرسة في 1000 قرية نائية، والوصول إلى الطلاب في المجتمعات التي تعاني تحديات الاتصال بالإنترنت أو امتلاك أجهزة التكنولوجيا الحديثة في مدارسها ومرافقها التعليمية، لنوفر حلولاً مبتكرة تعد الأولى من نوعها، حيث تم تصنيعها خصيصاً لهذا المشروع بأيدي كوادر إماراتية، وهي عبارة عن جهاز حاسوب لوحي وجهاز بث للمحتوى التعليمي وحقيبة مبتكرة تحتوي صفاً ذكياً متنقلاً يتضمن أجهزة لوحية وجهاز عرض ضوئياً متنقلاً وذاكرة محمولة تمت برمجتها لتوفير جميع دروس منصة مدرسة بسهولة على مختلف الأجهزة الإلكترونية زهيدة الثمن، لتوفير محتوى تعليمي متقدم باللغة العربية للمراحل المدرسية كافة في متناول الطلبة لترسيخ ثقافة التعلّم الذاتي والفضول العلمي لديهم».
وأضاف آل علي: «نسعى للوصول إلى الطلبة في المناطق النائية في 1000 قرية ومخيمات اللاجئين في 25 بلداً في الوطن العربي وخارجه للاستفادة من حلول التكنولوجيا الذكية للمساهمة في تحفيز الطلبة على متابعة تحصيلهم العلمي، وتخطي كل التحديات مهما كانت، إلى جانب النهوض بواقع التعليم، والتكامل مع المناهج التعليمية، وإثراء المحتوى الإلكتروني المتاح باللغة العربية. وحضورنا في السنغال اليوم بالشراكة مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ووزارة التعليم في السنغال هو محطة جديدة ونوعية على هذا المسار».

استقبال وزاري
واستقبل معالي مامادو تالا، وزير التعليم السنغالي فريق عمل منصة مدرسة، و«الهلال الأحمر» الإماراتي، بحضور محمد بن عيلان القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات في السنغال، واطلع على الخدمات المبتكرة التي يقدمها مشروع «مدرسة في 1000 قرية»، والحلول التي يقدمها المشروع للتغلب على غياب «الإنترنت» في المناطق النائية، كما استمع إلى شرح من الفريق حول مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والمشاريع المتعددة المنضوية تحت مظلتها. ورحب معاليه بأعضاء الفريق، مبدياً إعجابه بهذه الحلول المبتكرة في دعم التعليم، ومعرباً عن تطلعه إلى المزيد من التعاون فيما يخص دعم التعليم باللغة العربية، كما قرر إرسال وفد لمرافقة فريق العمل الإماراتي في زيارته عدداً من المدارس لتسهيل مهمة عملهم.

حلول
يعتمد مشروع منصة مدرسة، الحلول التكنولوجية المبتكرة لتوفير محتوى منصة مدرسة التعليمي الإلكتروني في متناول الطلبة في 1000 قرية نائية في العالم العربي، وفي عدد من المدارس التي تدرّس باللغة العربية في الدول العربية والأفريقية دون الحاجة إلى الاتصال بـ «الإنترنت».
وتقدم المبادرة أربعة حلول لتحقيق ذلك، هي حاسوب «مدرسة» اللوحي الذي يتوافر عليه محتوى منصة مدرسة التعليمية دون الاتصال بـ«الإنترنت»، وجهاز بث «مدرسة» الذي يصل مداه إلى 500 متر مربع، كما يمكن ربطه بالشبكة الداخلية للمدرسة لبث المحتوى التعليمي. كما توفر المبادرة حل وحدات التخزين الخارجية المحمولة التي يتم توفيرها حسب الحاجة لنقل المحتوى التعليمي من جهاز لآخر، لتتكامل مع حل «مدرسة في حقيبة»، الحقيبة المدمجة التي تشكل صفاً تعليمياً افتراضياً متنقلاً لا يزيد وزنها على 30 كيلوجراماً، وتحوي 20 جهازاً لوحياً وجهاز عرض ضوئياً متنقلاً ومكبرات صوت ووحدة شحن مركزية تمكنها من توفير الطاقة ليوم دراسي كامل.
وكان المشروع وصل بنجاح إلى أكثر من 2146 طالباً وطالبة و139 معلماً في مخيم مريجيب الفهود الإماراتي الأردني للاجئين في المملكة الأردنية الهاشمية أثناء تطبيقه فكرة توفير المحتوى التعليمي من دون «إنترنت» داخل مخيم اللاجئين، وذلك تمهيداً لتعميم التجربة على عدد من مخيمات اللاجئين في كلٍ من لبنان والأردن والعراق.

جهد مشترك
لتسهيل تنفيذ مشروع منصة مدرسة في 1000 قرية في الدول الـ25 التي يعمل على توفير المحتوى التعليمية المجاني فيها باللغة العربية، تعقد «مدرسة» شراكات استراتيجية مع مختلف الجهات الحريصة على النهوض بواقع التعليم في المنطقة العربية والعالم، بما في ذلك «الهلال الأحمر» الإماراتي، ويجري التنسيق مع عدد من المؤسسات والمنظمات، مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الإيسيسكو»، و«اليونيسيف»، وغيرها للوصول إلى أكبر عدد من المتعلمين والمعلمين.

منصة مدرسة
تقدم منصة مدرسة آلاف الدروس التعليمية بالفيديو وباللغة العربية في مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم العامة والرياضيات المتوافقة مع مختلف المناهج الدراسية المتطورة، من مرحلة رياض الأطفال، وصولاً إلى الصف الثاني عشر، حيث تشرح المفاهيم العلمية بطرق مبسطة، وعروض مصوّرة تقرّب الفكرة العلمية للمتعلّمين، وتمنح المعلمين وأولياء الأمور وسائل تعليمية جديدة ودقيقة تعينهم على تحفيز الطلاب، ودمجهم في العملية التعليمية والمعرفية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©