تتواصل أصداء المحددات التي وضعها وحدد ملامحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للشخصية الإماراتية، أصداء متفاعلة وترحيب واسع للمحددات التي تعد بمثابة ميثاق شرف حضاري علينا الالتزام به والمضي وفق خطوطه كونه يتعلق في المقام الأول باسم وصورة بلادنا وبإرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
أن يتطرق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للموضوع مرة أخرى بعد «رسائل الموسم الجديد»، فإنما يعبر عن الأهمية القصوى التي يوليها سموه للأمر من جهة، وللتأكيد من جهة أخرى على أن المسألة لا تقبل أي تأخير، وتضع مسؤولية عظيمة على عاتق كل من يتشرف بالانتماء لهذا الوطن الغالي وحريص على سمعة الإمارات بأن يضع هذه السمعة والاسم الغالي نصب عينيه قبل أن يطلق حرفاً في هذا الفضاء الواسع والمضطرب والذي يعج بالمتربصين ممن يتحينون الفرص لنفث سمومهم وعقدهم وأحقادهم باتجاه الإمارات وأهلها ومكتسباتها ومنجزاتها.
محددات فارس القصيد وعاشق الطموح واضحة لا لبس فيها أو غموض يتقدمها «صورة زايد وأخلاق زايد»، «شخصية تعكس الاطلاع والثقافة والمستوى المتحضر الذي وصلت إليه الإمارات»، شخصية تبتعد عن السباب والشتائم وما يخدش الحياء، شخصية علمية تستخدم الحجة والمنطق والحوار، وتقدم الكلمة الطيبة والصورة الجميلة والتفاعل الإيجابي مع الأفكار والثقافات والمجتمعات، واثقة من نفسها تتقبل الاختلاف وتبني جسوراً مع غيرها من الشعوب، تعكس تواضع الإماراتي وطيبته ومحبته للآخرين وانفتاحه على بقية الشعوب، وقبل ذلك «شخصية تعشق وطنها وتفتخر به وتضحي مِن أجله».
التذكير مجدداً بهذا الأمر مهم جداً، ويندرج ضمن الدعوات الحريصة من لدن قيادتنا الرشيدة وبمؤازرة الجهد الكبير الذي يتصدى له المجلس الوطني للإعلام بعدما أنيط به الأمر لتنفيذ ما يخصه في رسائل الموسم الجديد.
البعض للأسف ممن تغريهم سهولة التدوين والبث وتحت تأثير الهوس برفع أعداد المتابعين يغفل عن هذه الحقائق ويقع في الفخ، ويتمادى وهو يخلط الأمور ببعضها، حرية التعبير لم تكن في يوم الأيام تعني الإساءة للوطن من حيث لا تدري، ولا تعني التطاول على الآخرين، بحجة الرد يندفع للخوض في الأعراض. لم تكن هذه الأمور في وقت من الأوقات ما تعلمناه في رحاب «البيت المتوحد» وفي «مدرسة زايد».