دعك من مواد القانون، واللائحة الاسترشادية لرابطة المحترفين، والمادة 14 أو أياً كانت، بشقيها «ألف وباء» وحتى نهاية حروف الأبجدية.. هل رأيت ما فعله البرازيلي ليوناردو دا سيلفا لاعب شباب الأهلي في مباراة فريقه مع النصر، وكيف كان من الممكن أن يصيب اللاعب محمد عايض بالشلل.. ذاك ما يمكن أن يفعله دهسك لإنسان بقدمك في رقبته.. هذا ما رأيناه، وما لا يمكن تأويله ولا تناسيه، ولا يوازيه الإيقاف مباراة أو حتى خمساً والغرامة 50 ألفاً أو مائتي ألف، وذاك ما يمكن أن يُعاقب به اللاعب البرازيلي، من أدناه إلى أقصاه.
ليس جديداً علينا أن نرى الخشونة في الملاعب، ففي العالم كله يحدث ذلك، ولذا اخترعوا الإنذارات والطرد، كما حدث مع دا سيلفا في مباراة النصر، والتي غادرها في ربعها الأخير، وخسرها فريقه، لكن الأقسى من الخسارة تلك الحركة، التي احتاجت إلى تقنية «الفار» وكان أقسى ما في المباراة مشاهد الإعادة لحركة لا إنسانية بالمرة.. لا يمكن أن يتجرد أحد من إنسانيته بهذا الشكل.. لا يمكن أن تدهس رجلاً وتدعي أنك نجم.
ليست المرة الأولى التي يخرج فيها اللاعب البرازيلي عن النص، فمع الوحدة الموسم الماضي حصل على خمسة إنذارات وتم طرده أيضاً، وها هو هذا العام، والموسم لم تمض منه سوى سبع مباريات، دورياً وكأس محترفين وسوبر، يحصل على ثلاثة إنذارات وطرد.. كثير هذا الكم قطعاً لأي لاعب، وهو مؤشر على أنه ليس منضبطاً بالقدر الكافي، وربما دليل أهم على أن التعامل مع سلوكه فيما مضى هو الذي أوصله لهذا التصرف المجرد من الإنسانية، فما زال مشهد محمد عايض يستفزني ويستفز كل من شاهده.. كل شيء محتمل إلا أن تتعمد أن تفعل شيئاً كهذا.
العجيب والغريب والمدهش أن اللاعب لديه الجرأة ليتحدث ويدافع عن نفسه، وبدلاً من أن يعتذر صراحة ويعترف بخطئه ويعلن ندمه، يؤكد أن هناك من يحاول تشويه صورته، وأنه لا يريد أن يتكلم، لأنه لو تحدث وخاض في الماضي سيسبب الكثير من المشاكل، وهو كلام على إدارة ناديه أن تحاسبه عليه لأنه يحمل إيماءات وإشارات يجب ألا تصدر من لاعب محترف، المفترض أنه جاء إلى هنا ليفيد كرة الإمارات لا ليشوهها، ولا أعلم أحداً سبب له الكثير من المشاكل أكثر من نفسه، وسجله مع الإنذارات والطرد شاهد على ذلك.
لا يجب أن يمضي ما بدر من ليوناردو مرور الكرام أو أن يُواجه بشيء من الرأفة، فحولكم أجيال ترى وتقرأ وتسأل، وهؤلاء اللاعبون هم قدوتهم، وعليهم أن يتحملوا تبعة أفعالهم.

كلمة أخيرة:
قد يخسر فريق ما مرتين.. في مباراة واحدة.