«الطريق الأكثر أماناً هو عدم القيام بشيء ضد الضمير، فهذا يجعل الإنسان يعيش بسعادة وبلا خوف»، فولتير..
عندما يهيئ الإنسان نفسه لخدمة الآخرين يصبح كالنهر تنزل قطراته من باطن الغيمة، على رؤوس الجبال، ثم تتحول القطرات إلى شلالات، ثم تتحول الشلالات إلى جداول، ثم تتحول الجداول إلى أنهار، فتسير الأنهار الهوينا باتجاه الأشجار، فترويها، وتملأ غضاريفها بالحياة.
هكذا هو الإنسان عندما يؤمن أنه وجد لكي يسقي، ويملأ وجدان الناس بالحب، ويكسو مشاعرهم بالأنفة، والكبرياء، من دون منة أو تبجح.
هذه هي الدعوة السامية التي يوجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى الحكومة، وإلى فريق عمله الذي اختاره بعناية، ودراية، ووقاية، هذه هي الحكمة التي يؤمن بها سموه، ويطبقها على أرض الواقع، لكي تصبح هذه الحكومة الشريان الذي يغذي الجسد بالدماء الزكية، ويجعل العلاقة بين الجسد وباقي أعضائه، علاقة تكامل وود وانتماء إلى الوجود، بكل بداهة، وعفوية ومن دون رتوش، أو نقوش، أو زخرفة.
هذه هي الرؤية التي ينطلق منها سموه، ويريد كل من ينتمي إلى حكومة الاتحاد أن يعيشها وأن يمارسها، وأن يحذو حذوها، وأن تكون جزءاً من حياته.
أفكار يطرحها سموه، لأجل أن تصبح واقع حال، وأن تصير منهاج عمل، وسبيل حياة، وطريق رحلة طويلة يقطعها المجتمع من دون عراقيل، أو عقبات. وعندما يرسخ سموه مثل هذه الأفكار، فإنما ينطلق سموه من تاريخ تجربة عاشها في كنف المؤسسين الأفذاذ، والذين رسخوا العمل المجتمعي، فكراً مقدساً، مبعثه ضمير إنساني، تشرب من بيئة إماراتية منحتها الصحراء النقاء، كما أعطتها الغافة سر الصمود، والصبر، والإخلاص، والصدق مع النفس، والجذور.
هذه هي السمات الوراثية التي تنامت أعشابها في ضمير هذا القائد، ويريد أن تصبح ديدن حياة، وناموس عمل، وقاموس علاقة بين المسؤول، والناس.
هذه هي الجينات الوراثية التي اكتسبها سموه من الآباء والأجداد، وكذلك من التجربة الخاصة، ويريد أن ينقلها إلى فريق الحكومة، وأن يصبح الجميع على منوال واحد، وعلى خط واحد، وخطة واحدة لكي يستمر العمل الحكومي، مثل مسيرة الجداول، في عروق الأرض. والذين يتهاونون هم خارج إطار الدائرة التي رسمها سموه، ووضع خطوطها العريضة، الذين يتكاسلون هم بعيداً عن رؤية سموه في صناعة وطن التضامن، والتعاضد، والانسجام.