يعني بصراحة الذي شاهد مباراة «ريال مدريد وبرشلونة» الأخيرة، ما ناقص من الحكم إلا يلعب مع برشلونة أو «يباصي» كرة لخط الهجوم لإحراز هدف الفوز على «الريال»؛ لذا أجدد طلبي، والذي يتلخص بزيادة حكام كرة القدم، من أجل مباريات أكثر نزاهة ودقة، وخالية من الأخطاء الفردية القاتلة، كأن يحرم فريق من جهد سنوات، بتفويت فرصة تأهله لكأس العالم، نتيجة ضربة جزاء مشكوك فيها، وفي آخر لحظة من عمر المباراة أو يخرج منتخب بطريقة «Hand of God» أو بالإسبانية «La Mano di Dio» كالتي فعلها الملك «هنري» المنزلق الذي صِيّمَه يشبه ساعده، حين غُم على حكم مباراة فرنسا وإيرلندا، فتأهلت فرنسا يومها وحزنت إيرلندا، مما جعل «تيري هنري» يعترف، ويسجل تضامنه مع الإيرلنديين، ويطلب إعادة المباراة، لكن «الفيفا» قالت: لا، وقرار حكامها لا رجعة فيه، نفس هذه «اليد الإلهية» فعلها «مارادونا» الساحر، وقلب الدنيا على منتخب إنجلترا! وللحقيقة فكرة زيادة حكام كرة القدم هذه أوحى لي بها المدرب الإيطالي الأشهر، ومدرب إنجلترا الأسبق «فابيو كابيللو»، في جلسة رياضية ضمتنا، فاستحسنتها، بدلاً من وجع القلب والرأس، والحكم ظلمنا، وأحضروا حكاماً أجانب، والحكم المحلي مظلوم، والمفروض هذا الحكم ما يحكم مباراة الوحدة والعين، واعتداءات مختلفة على الحكام بعد المباراة من الجماهير الغاضبة حتى العمى في كل مكان! وأتساءل إذا كانت كرة اليد بلاعبيها الـ 14 هناك حكمان للساحة وحكمان خارج الملعب، وإذا كانت كرة السلة بعشرة لاعبين، وهناك حكمان في الساحة، وميقاتيان، ومسجلان، تنس الطاولة لها 3 حكام، وكرة الطائرة بـ 12 لاعباً، لها حكم أول، وحكم ثان، وحكم مسجل، وأربعة رجال خطوط، والتنس الأرضي له 5 حكام، فكيف يستكثرون على كرة القدم ذات الشعبية العالمية، زيادة عدد حكامها؟ ما الضرر أن نجعل وراء الخط الذي يقف فيه الحارس حكماً، لأنها هي منطقة التوتر، ومنطقة القلاقل، ومنطقة الأخطاء المميتة، أما الحكم الذي يسمونه اليوم الرابع، فهذا غير مقتنع به تماماً، ولا نشوفه إلا يوم فريقنا مغلوب، ومدربنا متوتر، «ولاعبينا» الاحتياط قلقين، يظهر فجأة يريد من الجميع الهدوء، والمحافظة على الأعصاب، يعني ملعب بحجم 120 متراً طولاً و90 متراً عرضاً ما يستوعب بني آدم واحد زيادة ينضم للـ 20 لاعباً وحكم الساحة، مستثنين الحارسين الرابضين في عرينهما. صحيح.. أنهم يستعينون اليوم بكاميرات، لكن إلى أن تعيد الشريط المصور، يكون نصف الجمهور مغمى عليه، متمنياً للمباراة الجميلة التي نترقبها بين «الريال» و«ليفربول»، أن تكون خالية من الهموم والمشكلات التحكيمية، ورغم أنني أحب «ليفربول» منذ أيام دراسة الإنجليزي في لندن، لكن هذا «الريال»، نقطة أول السطر!