هذه هي حكمة قائد آمن بأن المجازفة في ركوب المصاعب هي نصف الحل، ثم استخدام العقل في فك شبكة العقد التي تحيط بالمصاعب هو النصف الآخر، وبالتالي فإن عدم الركون إلى التشاؤم، وعدم الخضوع للدونية، وعدم النزول إلى مناطق الحفر السوداء هي أدوات نجاح على كل مسؤول أن يتخذها سلاحاً لمواجهة العقبات التي تعترض طريقه في حل المعضلات.
فالطريق ليس مفروشاً بالورد، وليس ممهداً بقماشة الحرير، وإنما هناك ما يعرقل، ويعيق، ولكن أمام الإرادة تصبح كل المعيقات، جدولاً مائياً يأخذ المسؤول إلى واحة خضراء فيها الحياة تستقبل كل مجتهد بابتسامة مشرقة، ويد بيضاء ناصعة، ومن غير سوء.
التهرب من التحديات، ضعف، وهوان، وانكسار، وضياع أمل، وتيه في مسارات الخنوع، والخضوع، لأوهام العجز، وعقد النقص.
عندما تواجه المسؤول مشكلة ما في ميدان العمل، ويحاول إخفاءها في أدراج النسيان، فإنه لا يفعل أكثر مما تفعله النعامة الهاربة من خطر ما.
عندما يصم المسؤول أذنيه عن رأي صريح أو ملاحظة مخلصة، فإنه كمن يلغي نصف عقله، لأنه من شاور الناس، شاركهم عقولهم، وفي المشاركة تنمو أزهار العمل، وتترعرع، وتزدهر، وتصبح الزهرة الواحدة بستان زهر، ثم يفيض البستان إلى بساتين، وهكذا تصبح المشاريع، وهكذا تثمر ليصبح الوطن، فيضاً من عطاء، وسخاء ووفاء، وانتماء، وعطراً، وفخراً، وزمناً تتوارى فيه المعضلات، وتتلاشى، وتنتهي إلى شيء، ولا يبرز غير الفرح، وابتسامة الفخر على وجوه الذين زرعت في قلوبهم أسباب الطمأنينة ومثل الحب، وليس أهم من الأمان، إذا نمت أغصانه على قمم الشجرة الاجتماعية وتفرعت وأينعت، وسمقت، وبسقت، وأزهرت، وأثمرت، وأعطت بسخاء، وثراء.
هذه هي الحياة التي يرنو إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهذه العلاقة التي يريدها أن تنشأ بين المسؤول والناس أجمعين حتى نؤسس وطناً خالياً من الآه، نقياً من أدران الألم، صافياً من المياه الضحلة، معافى من أسباب التخلف والضعف، والتضعضع.
هذه هي الرؤية التي أبدعها كتابة، عملاً، وتجربة، والآن لا بد من نقل هذا اليراع إلى كل من ينتمي إلى الحكومة، وكل من يعيش على هذه الأرض، لأننا كلنا أعضاء جسد واحد، ويجب أن تظل الأعضاء صحيحة، حتى يستمر الجسد في العطاء من دون كلل أو ملل أو علل أو جلل.