«نحن الدولة الأسرع نمواً في عدد المشاريع». حقيقة نسافر إلى دول، ونقطع مسافات، ونحل ضيوفاً على شعوب وعوالم، وعندما نقارن هذه الدول وما أنجزته من مشاريع حضارية خلال قرون، نجد أنفسنا قد أنجزنا في غضون عقود من الزمن ما يفوق قدرة هذه الدول، وإمكانياتها الخدمية.
نجد أنفسنا كمن امتطى صهوة خيل جامح، بينما الآخرون يسيرون إلى المستقبل على ظهور سلحفاة. ليست هذه مقارنة عجفاء، بل إن واقع الإمارات يشير ببنان واضح إلى هذه النتائج المبهرة، إنها معجزة العقول التي فكرت، والتي رأت وتبصَّرت، وتأنَّقت بذكاء وسخاء، واستطاعت أن تسابق الزمن في لحظة تأمل حقيقية، لما يتطلبه الإنسان الحقيقي من مقتضيات الحياة الكريمة.
هذه هي الإمارات اليوم، تسخو، فتفيض بمشروعات، أذهلت، وأدهشت، وأيقظت في الروح نوازع الفرح، لأن الذين سهروا على ترتيب معانيها هم أناس أحبوا الحياة فأحبتهم، وأعطتهم وسخت في عطائها، وأكرمت، وأمعنت في تهذيب المشاعر، وتوضيب الإحساس، وتوظيف الوعي في إقامة صرح بدا قلعة وارفة الظلال، يستظل بظلها كل من لديه طموح الارتقاء بمفاهيمه، عن معنى أن نكون إنسانيين في هذه الحياة، وأن نكون حضاريين في الوجود، وقد قال الفيلسوف الألماني «الإنسان راعي الوجود».
ومن هذا المنطلق العرفاني، فإن الإمارات بفضل قيادتها الواعية، استطاعت أن تشق الطريق إلى المجد، بكل جدارة ومهنية اقتصادية، وأن ترتقي سلم الحياة بقدرات فائقة، تفوق التصور، وتتفوق على الخيال.
هكذا نجد الإمارات اليوم، تحث الخطى باتجاه المستقبل، مؤزرة بإرادة المخلصين، وعزيمة الصادقين، وحب المدنفين، وعشق الذين يرون في الوطن، مكان القلب والرمش، ويرون في الناس أجمعين، موقع المقلة من الحدق.
هكذا يضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الجميع أمام المسؤولية الوطنية، ويحرض فيهم الهمم، ويكرس الطموح، ويرسخ الرغبة في التطور والنمو. هكذا يرى سموه، أن ما يتحقق على الواقع ليس لأجل الإمارات فحسب، بل هي تجربة متاحة للجميع، إيماناً من سموه بوحدة الوجود، وما يعم من خير على هذه الأرض، فهو عام وشامل لكل شعوب الدنيا.
هذه هي سمة الأفذاذ، وهذه هي خصال العشاق، الذين يرون في الوطن قصيدة مهداة إلى كل العشاق والمحبين، والذين في قلوبهم شجن التلاقي عند ضفاف نهر الخير.