نعيش هذه الأيام فرحة أهلنا في الكويت الشقيقة بعودة «أمير الإنسانية» صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت إلى بلاده سالماً معافى مشافى، بعد رحلة علاج في الخارج.
فرحة قرت بها العيون المحبة في البلدين الشقيقين، وغمرت كل مكان في الإمارات، وتفاعلت معها الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً.
فرحة عبرت عن مقدار الحب والاعتزاز بأمير الإنسانية ومكانته النايفة في قلوب أبناء الإمارات الذين يعرفونه حق المعرفة، فقد كان قريباً منهم دائماً منذ ما قبل قيام الدولة. وعبرت عن مكانة الكويت في قلوبنا جميعاً، وفي الوجدان والذاكرة الشعبية الإماراتية، حضور ضارب الجذور في التاريخ تشهد به الروابط المشتركة التي تجمعنا.
كان صباح الأحمد بابتسامته الودود ووجهه البشوش حاضراً في كل مراحل التحضير لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان حاضراً تلك اللحظة التاريخية التي ارتفع فيها ولأول مرة علم الإمارات في ساحة قصر الجميرا بدبي.
وقبل ذلك، كانت الكويت معنا من خلال مشاريع مكتب تطوير الخليج والجنوب، فكانت الطرق والمستشفيات والمدارس. واحتفلنا قبل أيام بذكرى 50 عاماً على تأسيس وإطلاق أول محطة تلفزيون بالأبيض والأسود في الدولة من دبي أنشأتها الكويت. ونتذكر كذلك كيف ساهمت الكويت في تشكيل أفكار وأحلام الكثيرين من أبناء جيلي من خلال رسالة مجلة «العربي» التي كنا ننتظر وصول نسخها القليلة ونتداولها بكل شغف وحب. لذلك كان من الطبيعي أن تصدح مواقع التواصل بمشاعر الإماراتيين من خلال وسم عفوي يقول «الإمارات تحب أمير الكويت».
كما يسجل لأمير الإنسانية مبادراته الخيرة وجهوده الدبلوماسية المشهودة -حتى مع تقدمه في العمر ومكابدة آلام المرض- ليصلح بين الأشقاء، ويبني جسوراً من المحبة والتعاون بين الدول والشعوب انطلاقاً من حكمته المشهودة التي عركتها السنون والخبرات المتراكمة، وقناعته الراسخة بأن دول العالم -وليس منطقتنا الخليجية فحسب- بحاجة للاستقرار لمواصلة مسيرتها نحو التنمية للنهوض بشعوبها. لذلك تميز صباح الأحمد وحظي بمحبة الجميع. ويظل في الإمارات متربعاً في القلوب، قلوب «عيال زايد» الوالد المؤسس الذي غرس فينا الحب والفرح لفرح الشقيق أينما كان، فكيف الأمر والفرحة هذه المرة تتعلق بصانع الفرح وناثر الخير وبلد الخير، الكويت وأميرها آسر القلوب بابتسامته وحضوره الجميل.
اللسان يلهج بالدعاء والثناء، والقلب يصدح «نورت الدار» و«خطاك الشر» يا بو ناصر.