الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة تشكل %10 من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالعالم

السياحة تشكل %10 من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالعالم
8 مايو 2018 20:47
باريس (أ ف ب) تساهم السياحة بما نسبته 8% من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لمفعول الدفيئة، مشكّلة عبئاً أكبر على المناخ مما كان يعتقد حتى الآن، وهو مؤشر يتوقّع أن يستمر بالارتفاع. فبين 2009 و2013 انتقلت بصمة الكربون للقطاع السياحي في العالم من 3.9 جيجاطن إلى 4.5 جيجاطن من ثاني أكسيد الكربون أي بزيادة نسبتها 15%. وهذا أكبر بأربع مرات من التقديرات السابقة على ما أفاد باحثون نشرت دراستهم في مجلة «نيتشر كلايمت تشينج». فقد ارتفع الإنفاق السياحي في تلك السنوات الخمس في العالم من 2500 مليار دولار إلى 4700 مليار. وقال معدو الدراسة، إن هذا الطلب المتزايد على السياحة لا يمكن تعويضه من خلال الجهود المبذولة لاعتماد نشاطات مراعية للبيئة. وحذر هؤلاء من أن «السياحة نظراً إلى نموها واستهلاكها الكبير للكربون ستشكل جزءا متعاظما من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لمفعول الدفيئة»، داعين إلى مراقبة الوضع بشكل مستمر. وخلص الباحثون في الدراسة التي شملت 160 بلداً إلى أن تأثير السياحة الوطنية والعالمية عائد خصوصاً إلى الدول ذات الدخل المرتفع خاصة عبر النقل الجوي المسؤول عن 20% من انبعاثات السياحة. إلا أن الارتفاع الأكبر سجل في المناطق ذات الدخل المتوسط مع توقع نمو سريع في الهند والصين، وفقاً للباحث يا ين سون من جامعة كوينزلاند والمشارك في الدراسة. وإضافة إلى النمو السكاني في العالم، تحدّث الباحثون عن ميل عالمي أكبر للسفر إلى وجهات أبعد، وغالباً على متن الطائرات. ولذا يبدو تقليص انبعاثات وسائل النقل عاملاً أساسياً في هذا الإطار. تأثير على الجزر الصغيرة في عام 2013، سجّلت الولايات المتحدة أكبر انبعاثات كربونية في مجال السياحة، تلاها في ذلك الصين وألمانيا والهند والمكسيك والبرازيل. وهذه الانبعاثات سببها الرحلات الداخلية وأيضاً رحلات الرعايا الأميركيين إلى الخارج. وتقع تبعات الأضرار البيئية بشكل أساسي على سكان الجزر الصغرى، وأيضاً على سكان الوجهات السياحية ذات الشعبية الكبيرة في العالم مثل كرواتيا واليونان وتايلاند. وهذه الأضرار مصدرها وسائل النقل، وأيضاً المواد والخدمات المستخدمة أثناء السياحة. والفرق في هذه الدراسة الجديدة عما سبقها أنها تشمل باقة واسعة من العوامل المسببة للتلوّث والضرر البيئي. وقالت أرونيما مالك الباحثة في جامعة سيدني «دراستنا تقدّم نظرة لم يسبق لها مثيل عن الكلفة الحقيقية للسياحة». وتوقّع الباحثون أن تراوح انبعاثات الكربون في عام 2025 بين 5 جيجاطن و6.5، ويتوقّف ذلك على الإجراءات التي يمكن أن تتخّذ. وقالت مسؤولة ملف المناخ في الأمم المتحدة باتريسيا إيسبينوزا «تقليص انبعاثات الكربون يفيد قطاع السياحة»؛ لأن كثيراً من العناصر التي يعتمد عليها في الترويج السياحي تتعلق بالحفاظ على البيئة. ضريبة على الكربون؟ حتى الآن، لم يفلح الحضّ على «السفر بشكل مسؤول» ولا التقنيات الحديثة في تغيير مسار الأمور. وقال يا ين سون «التغير في سلوك المسافرين (السفر أقل، السفر إلى وجهات أقرب) يبدو بطيئا وهامشيا». إضافة إلى ذلك، يبدو أن التحسّن في التقنيات التي يمكن أن تقتصد استهلاك الوقود ما زال بطيئاً. لذا، يبدو أن فرض ضريبة على الكربون واعتماد نظام تبادل الحصص، لاسيما في قطاع الطيران، أمر لا بدّ منه، وفقاً للباحثين. ويبدو قطاع الرحلات الدولية، خصوصاً الطويلة منها من الأكثر نموا، ويتوقع أن يتضاعف العدد الإجمالي للمسافرين بهذه الرحلات مع حلول عام 2036، وفقاً لتقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي. وتشكّل انبعاثات قطاع الطيران 2% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النشاط البشري في العالم. ولا يلحظ اتفاق باريس الموقّع في آخر عام 2015؛ بهدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض، أي إجراءات تتعلق بالسياحة والطيران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©