إطلاق جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي من عاصمة الإمارات، كأول جامعة في العالم متخصصة في هذه العلوم المتقدمة يمثل التزاماً إماراتياً بالمضي على دروب العلم والإبداع لما فيه الارتقاء بالمجتمعات، وأن تحمل الجامعة الوليدة اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإنما يجسد الالتزام والتقدير والاعتزاز برؤية سموه باعتباره رائد التعليم العصري في الإمارات، ونظرته للاعتناء بهذا الجانب باعتباره أساس البناء والتقدم لترسيخ مكانة الإمارات وريادتها.
لقد جاء إطلاق الجامعة- وكما قال سموه بهدف «بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي ويجسد روح الريادة التي تتميز بها دولة الإمارات»، مؤكداً أنه بإطلاق جامعة متخصصة بالذكاء الاصطناعي في أبوظبي «نخطو خطوة طموحة نحو تسخير إمكانات التكنولوجيا لتعزيز التقدم وتمهيد الطريق لابتكارات جديدة تعود بالفائدة على دولة الإمارات والعالم».
إطلاق الجامعة التي تحتضنها مدينة «مصدر» هو امتداد للريادة الإماراتية والابتكار، فمن هذه المدينة كانت انطلاقة الريادة الإماراتية كذلك في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وترسي أنموذج أول مدينة خالية من الانبعاثات الكربونية، وتحتضن مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة كأول وكالة ومنظمة من وكالات ومنظمات الأمم المتحدة تتخذ مقراً لها خارج أوروبا وأميركا الشمالية، تقديراً لريادة ومكانة الإمارات.
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ترجمة لتوجهات الدولة وترسيخ مبادراتها في هذا المجال بما يخدم الأجندة الوطنية ورؤية أبوظبي 2031، والتي أصبح معها الذكاء الاصطناعي أولوية وطنية استراتيجية، وبعدما جرى على خريطة طريق واضحة لمستقبل معزز بالذكاء الاصطناعي عام 2017 ، وعبر استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031. تعززت تلك الريادة بتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم في التشكيل الحكومي الأخير.
إطلاق الجامعة يعتبر وعياً وإدراكاً واستشرافاً للمستقبل بأن للعقد المقبل إسهاما كبيرا للذكاء الاصطناعي، وأحداثه لها تأثير جذري على الاقتصاد العالمي، حيث يقدّر الخبراء أن يبلغ حجم هذه المساهمة نحو 16 تريليون دولار في العام 2030. كما أنه وتماشياً مع الدراسات العلمية واستراتيجية الإمارات نحو اقتصاد المعرفة، «سترتفع مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى ما يقارب 14%، ما يُعد أكبر حصة من الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط».
على أرض الإمارات وبالعلم والاستثمار في العلوم والإنسان.. القادم أجمل.