قررت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف البدء بحملة واسعة لصيانة العديد من مساجد العاصمة في توقيت ذكرني بما تقوم به وزارة التربية والتعليم من صيانة للمدارس مع بدء العام الدراسي، بينما تمر شهور الإجازة المدرسية الطويلة من دون الاستفادة منها. ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك اختارت الهيئة تنفيذ عمليات الصيانة رافعة شعار الابتكار، ويبدو أن اختيار التوقيت اعتبرته ابتكاراً مع الارتباك الذي تسبب به، جراء إخضاع عدة مساجد في الحي ذاته لعمليات الصيانة مع عدم وجود بدائل. وشاهدنا البعض يفترش الأرض خارج مواقع المساجد، ويلجأ للوضوء في المطاعم المحيطة أو تلك الواقعة أسفل البنايات، والمخصصة للعاملين في المحال الكائنة فيها. في أحد أحياء قلب العاصمة كانت ثلاثة من المساجد تحت الصيانة مما اضطر المترددين عليها للتوزع على أخرى بما يمثله ذلك من عبء وضغط على تلك الدور المحدودة القدرة. جهد طيب أن تبدأ الهيئة تنفيذ عمليات الصيانة، ولكن التوقيت لم يكن مدروساً، وكذلك عدم توفير بدائل لا تحتاج لابتكار حلول، فهناك حلول مؤقتة تفي بالغرض، ولا تتطلب أكثر من التنظيم والاستفادة من هذه الساحة أو تلك بمساجد «خشبية مؤقتة» كما هو الحال في العديد من المناطق الخارجية، أو الخيام ذات المواصفات العالية التي نشاهدها في الفعاليات الكبيرة والمفروشة بعناية وجمالية ملحوظة المزودة بكل الخدمات من مياه وكهرباء. إن تبرير تأخير البدء بتنفيذ الصيانة بانتظار ترسية المناقصات غير مقنع، فما يجري يُظهر كما لو أننا فوجئنا بقرب حلول الشهر الكريم الذي يحل علينا ضيفاً كل عام، بينما الأمر سببه التعامل الإداري البحت مع مسألة لا تقبل مثل الطريقة البيروقراطية في التعامل، بخلاف السلاسة التي تجري بها عمليات الصيانة للمساجد التي يشرف على احتياجاتها ومتطلبات الصيانة فيها بناتها من فاعلي وفاعلات الخير. ومع حلول فصل الصيف نذكر الهيئة بضرورة الاعتناء بمسألة ترشيد الطاقة، وبالذات في ضبط أجهزة التكييف في المساجد حيث يصر بعض المشرفين عليها على وضع التكييف بدرجة برودة عالية تصل إلى أقل من 20 درجة مئوية، بينما هي في الخارج تتجاوز الخمسة و الأربعين درجة، وترى كبار السن يعانون جراء تلك البرودة غير العادية. والشيء نفسه بالنسبة للمياه التي تحولت معها صنابير التوفير لأداة هدر حقيقي لأهم مورد.