في آخر تصنيف للمنتخبات أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم، في سبتمبر الماضي، جاء منتخبنا في المركز السادس والستين، بينما حل منتخب تايلاند في المركز الـ 115، وفي 12 مباراة لعبنا فيها معاً نحن وتايلاند، فزنا ست مرات، وبفوز تايلاند أمس الأول، حققت فوزها الثالث، مقابل ثلاثة تعادلات، وآخر فوز لأفيال الحرب قبل مواجهة أمس الأول، كان منذ 15 عاماً بالتمام والكمال.. كان في 11 أكتوبر 2004، بينما حقق الأبيض آخر فوز عليهم منذ أربع سنوات بالتمام والكمال أيضاً، فقد هزمناهم آخر مرة في السادس من أكتوبر عام 2016.
هذه هي الأرقام، رغم أني لا أميل إليها ولا أقدسها، ولديّ يقين أن الفرصة سانحة كل يوم لصناعة التاريخ، فلا الكبير لديه صك أن يظل كبيراً، ولا البطل محصن من الخسارة، لكن ذلك لا يمنع سياقات الأشياء والتسلسل المنطقي للأحداث، فطالما أنت على حالك وأنا على حالي، فلا داعي لأن يتغير شيء، وإن حدث، فليكن ظرفاً طارئاً أو استثنائياً أو هبة من السماء.
خسرنا أمس الأول من تايلاند بهدفين مقابل هدف، ومنحناها هي وفيتنام صدارة المجموعة السابعة بالتصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022، وكأس الأمم الآسيوية 2023، بعدما رفع أبناء تايلاند رصيدهم إلى سبع نقاط، فيما تجمد رصيدنا عند ست، وصدقوني لا أدري كيف أبرر ذلك لنفسي .. من المهم أن أكون راضياً لأبرر لكم .. من المهم أن أصدق أننا بخير، لأقنعكم أننا بخير.
كتبت هنا عن تلك الحالة الانضباطية الجديدة على المنتخب والتي صنعها المدرب الهولندي مارفيك، وأن فريقاً له شخصية أراه أمامي، لكن الضجيج حتى الآن يبدو بلا طحين، والعمل لا نرى له ثماراً كبيرة، وإذا كان ذلك هو حال المنتخب أمام تايلاند، فماذا نحن فاعلون في مواجهة كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا وغيرها من كبار آسيا الذين علينا أن نخطف مقعداً من أحدهم إن أردنا أن نذهب للمونديال.
لست مع الحساب للقطعة، لا للمدرب ولا للاعب، لأن تلك القاعدة لا تصلح للمنتخبات.. لقد اخترعوها من أجل الأندية، ففيها القطع كثيرة، والأسابيع فيها متسع، وبعض الأندية يكفيها أن تبقى، والبطولات عديدة، لكن مسيرة المنتخبات ليس فيها ترف الإخفاق الكثير، وإن حدث مرة، فيجب أن يكون التعويض سريعاً، وإن حدث فلا يجب أن يكون مع الصغار.
هذا منتخبنا.. طبيعي أن أتفاءل أحياناً وأن أغضب أحياناً وأن يصيبني هذا المد والجزر.. طبيعي أن أتشبث بأهداب الأمل، لكن ليست قاعدة أن ننتظر دوماً من المنافس أن يكون ضعيفاً وألا يكون لدينا سوى الأمنيات.
كلمة أخيرة:
الباحثون عن الاستثناء .. يجلسون في انتظار «الصدفة»