لو أن كل واحد يرجع إلى الوراء قليلاً من ربعنا المخضرمين، ويفتش في ذلك المندوس القديم الذي يشبه مندوس «الصرتي» لجداتنا، والذي يحتوي على كل شيء، ولا ندري كيف يتسع لكل تلك الأشياء الضرورية، وغير الضرورية، ودائماً ما نرجع له حين نتذكر شيئاً شائعاً، ولا ندري أين خبأناه، «مندوس يدوه» يمكن أن تجد فيه:
- ورقة قديمة مصفرّة بخط أحمد بن هلال الظاهري عن رهن نخل جنوب المعترض.
- بروة بخط درويش بن كرم تخص توصية من الشيوخ، وأخرى من الشيخ أحمد بن ثاني المهيري، بخصوص حلّ نزاع بخصوص «طناء» نخل في المعمورة.
- «باس» تابع لإمارة أبوظبي وملحقاتها، ورقمه 757، ومكتوب فيه: يحق لحامله السفر لكافة الأقطار العربية.
- ساعة «وستند» خضراء قديمة، أم «سنكل»، والتي لا تشتغل إلا إذا عشيتها، و«تيمها» عربي على الشروق والزوال.
- بطاقة هوية حمراء عليها شعار أبوظبي، طبقتين مب أمهات ثلاث طبقات التي جاءت فيما بعد.
- بطاقة شرهه عليها توقيع «ابن سليّم»، ودفعات بـ «40» دينار بحريني، و«800» درهم، وصورة قديمة أيام «العقوص والتواليت» أخذت في استوديو «ساحل عُمان» على عجل.
- طبّلة فضة، بخيط أحمر «مال البراقع»، حين كانت الرقبة مثل العوالة، وكان الزند لطفل صغير، وليس الآن، الرقبة بكبر الجذع، والزند يمشي عليه التيس.
- شهادة امتحان الابتدائية العامة، فيها الاسم الرباعي، متبوعاً باسم العشيرة، ومختوماً باسم القبيلة، والديانة مسلم، والمذهب مالكي، وموقعة من وزير المعارف.
- بطاقة تسجيل في مدرسة الثقافة العسكرية للأولاد، بتلك الصورة المغبرة، وعلعول شعر في قمة الرأس، ورقمها «34387»، وتوقيع قائد قوة دفاع أبوظبي «LC.H.R.S.Watson».
- «كوش حياة يديوه» أسود، وارد الهند، وصوغة، ومقفلة صغيرة كانت للحلوى، واستخدمتها الجدة للبضاعة، مضيربات دهن عود، وعطور، وغرشة عطر «بو طويره»، و«لوقة» زباد ومحلب، وصرار فيها أعشاب، وأدوية من اشترتها من حياة الحَوّاي.