بعض الجهات والدوائر يتولد لديك الإحساس بأنها تسرعت في تحويل خدماتها للمواقع والمنصات، وليست مستعدة بما فيه الكفاية للنهوض بتبعات التحول الذي جاء متسرعاً فقط لإرضاء القيادات العليا في هذا المرفق أو ذاك، والأمثلة أمامنا بصورة يومية، ومن الواقع الذي زاد حدته أن هذه الجهات قلصت مراكز خدمات المتعاملين، وأحالت مراجعيها إلى «الاونلاين» الذي تحول بدوره لنوع من اختبار ارتفاع الضغط والأعصاب، لعثراته المتكررة وتعقيداته المتلاحقة.
أكثر موقعين شهدا ضغطا خلال الأيام الماضية هما موقع «نقل أبوظبي» ووزارة التربية والتعليم، وفي كل الأحوال خذلا المتعاملين.
الموقع الأول ومع اقتراب تطبيق نظام بوابة التعرفة المرورية تعرض لضغط كبير، ولم يسعف من استعان به أو لجأ إليه، خصوصا مع تضارب المعلومات حول التعامل مع العابرين من دون رصيد أو ما يتعلق بالسيارات المسجلة خارج الإمارة. والكل يتساءل لماذا يصر المسؤولون عن النظام للانتظار حتى آخر لحظة ليرسلوا لعشرات الآلاف من ملاك السيارات رسائل نصية بأرقام حساباتهم الجديدة في النظام؟
أما المتقدمون لتجديد أو استخراج تصاريح «مواقف» عبر الموقع الإلكتروني فيواجهون امتحانا حقيقيا في قدرتهم على الصبر والتحمل، إذ يستقبل الموقع منهم الطلب ويدعوهم لتحميل الوثائق المطلوبة وبعد كل ذلك تظهر عبارة الاعتذار عن عدم إمكانية مواصلة المعاملة. كثيرون لا يملكون القدرة على المحاولة فيفضلون التوجه إلى أقرب مركز لخدمة المتعاملين وتحمل طوابير الانتظار تفاديا للغرامات ثقيلة العيار التي تتميز بها «مواقف» دون سائر غرامات ومخالفات الدوائر والجهات الأخرى.
أما موقع وزارة التربية والتعليم المتعدد المهام والاختصاصات، فوقائعه مسلسل لا ينتهي، حيث ينهار وبسرعة أمام أول اختبار، ويُفضل أن يقبل عليه المتعاملون بدفعات، وكأنما هو مخصص لاستقبال عدد أو حد معين من المتعاملين، وليس مخصصا لوزارة خدمية ضخمة بحجم وزارة تتابع أمور طلاب وأولياء أمورهم من الروضة وحتى التعليم العالي.
نختتم اليوم أسبوع جيتكس للتقنية 2019، والذي نأمل أن يكون المعنيون في هاتين الجهتين قد شاهدوا وتابعوا سباق وتسابق العالم من ابتكار وإبداع أنظمة وبرامج تحقق الإنجاز والراحة للمتعاملين من دون أن يغادروا منازلهم أو أماكن أقامتهم مع مختلف الجهات والدوائر والمؤسسات الخدمية. والأهم من ذلك كله أن تتغير عقلياتهم وقناعاتهم بأن الخدمات الإلكترونية والتطبيقات الذكية وجدت لراحة الناس لا اختبار أعصابهم وصبرهم.