- «من تسمع الواحد يصاصر عمره، وإلا فجأة يفزّ من المجلس مثل الذي لدغته عقرب، فتيقن أنه إما يتكلم مع معزبه، وإلا يكلم وسيط الأسهم الذي يبدو من بحّة صوته أن المؤشر تجاوز نقاطه الخضراء، وأن الأمور مقبلة على انهيار وشيك إذا ما تلاحق نفسه، ورفع شعار: بع.. بع»! - «أعجب من أولئك الذين يحفظون شروط وبنود قبول الشركات في سوق الأسهم لتداول أسهمها بين المضاربين، يفّلَون كتباً بحجم دليل التلفونات أيام زمان، ويتعبون في القراءة المتمعنة فيما هي المستلزمات التي يجب أن تتبعها الشركة لكي يتم قبولها، وإدراج اسمها وأسهمها في تلك السوق الخالية من أي فلوس تناظرها العين وتلمسها الأيدي، كلها أسهم طائشة ما تعرف وين بتحلّ، ومتى بتحلّ، قبل ما يحلّ الواحد بطنه»! - «نشرات البنوك التي على أربع صفحات في الجرايد، وبخط رفيع يكاد لا يقرأ أو متعمد أن لا يقرأ أو هو لناس بد عن ناس، وعناوين فرعية بقدر الشَرّيعة، لو تحط دوربين ما بتقدر تقرأها، مثلها مثل أوراق وثائق التأمين ضد الغير، لا تعرف من المسؤول عنها، ومن بات ساهر الليل ينظمها ويجدولها، وحتى لو غلط من يمكن يراجعها، ويصحح له كل هذه الأشياء الكهربائية، بصراحة أنا أشوف ما لها عازة، ولا واحد يبرّق فيها، إلا مدراء البنوك المنافسة، وإذا صار ما صار قالوا للمحكمة، والله نحن نشرنا هذي اللي ما أعرف شو اسمها في الجريدة، وبرّينا الذمة»! - من أسمع الشركة القابضة أقول: «وَلّ الخيبة شيء من هالدواهي اللي تلطم الأوليّ والتالي»، لا أدري لما أشعر أن الشركة القابضة بطبيعتها الرأسمالية لا ترحم يتيماً، ولا تشفق على فقير، ولا بتساعد عيوز عمياء، ولا تعرف باب الصدقة الجارية، وتفضل صندوق النقد الدولي على صندوق الزكاة، و«سي إي أُو» ما بتلقاه طَرّوق على العمرة، لأن شغل سنغافورة بصراحة ما يوقف، واجتماعات هونج كونج ما تخلّي أحد متفيج!. - «تغير التاجر الحين، الأول تلقاه متين، وعقاله أبيض مجلود، وفي قمة رأسه، وقدامه دفتر مثل دفاتر المحاكم الشرعية، الحين بدل سوداء ما تعرف كيف يدخل ريوله داخلها، وشعره يصلّ من «الجيل»، وعاروكه على كتفه، وحذاء أسود ماد بوزه لقدام، تقول قياس سبعة وأربعين، ودائماً الرجّال مستعجل، ومب فاضي، تقول الشغل على رأسه تول تول، وهو والله شكله ما يدخل ميئتين روبية في اليوم»!