شجرة الأشخر، من أشجار البيئة المحلية، ذات الخضرة الداكنة والأغصان الصاعدة بقوة في التربة الرملية والطينية، وربما لا تظهر في الجبال والأماكن الصخرية في الزمن القديم كانت تحتل أماكن كثيرة من بيئة الإمارات، وهي شجرة صحراوية برية، جميلة المنظر، وما يميزها ورودها البيضاء أو الوردية، وتظهر في البدء على شكل ثمرة تصل في حجمها إلى حبة المنجا المحلية أو الليمون، والاختلاف لديها عن بعض الأشجار المحلية أنها تخرج مادة كالحليب إذا كسرت غصنها أو ثمرتها، وكثيراً ما ينصح الأهالي الأطفال بأن لا يلمسوا حليب الأغصان ويفركوا أعينهم لشدة تأثير ذلك الحليب على العين والبصر.
كانت منتشرة بكثرة وتزين الرمال والتلال والكثير من المناطق التي تنبت فيها، الآن لا تُشاهد إلا في بعض المناطق التي لم تصلها يد البناء والتعمير، ولم يعد أحد يشاهدها أو يتذكر تلك الشجرة الرائعة.
لا أحد يعرفها الآن من أبناء الإمارات الجدد لندرة وجودها في المدن، ولأنّه لا يوجد تعريف للطلاب بأشجار البيئة وأنواعها وأهميتها، ربما وحدها شجرة الغاف التي تمت العناية بها ورعايتها، وهذا شيء عظيم ومهم، ولكن في بيئة الإمارات الكثير من النباتات والأشجار يغيب ذكرها والتعريف بها بصورة ممتازة، ومنها مثلاً شجرة القرم، هذه الشجرة الجميلة دائمة الخضرة التي حرست الخيران والممرات المائية الضيقة، وأعطتها رونقا جميلا، وقدمت كل الفائدة للإنسان الإماراتي على أمد أزمنة طويلة، وأيضاً تم الانتباه لها ورعايتها، حيث أماكن نموها في الخيران الموجودة في أبوظبي ومدينة كلبا.
تظل شجرة الأشخر يتيمة ومجاهدة وحدها تنمو بعيداً عن المدن وأعمال البناء والطرقات والدروب الكثيرة التي تحصد الكثير من نباتات البيئة.
عندما تطالع كتب العلوم التي تطرح على التلاميذ الصغار لا تجد اهتماماً كبيراً بالبيئة المحلية ولا نباتاتها، ولعلَّ المواسم المتغيرة في الإمارات بين صيف وشتاء، أمطار وعواصف وجبال وبحار مدعاة لأن يقدم المنهج التربوي لمادة العلوم تعريفاً وتثقيفاً واضحاً للأبناء خدمة للبيئة وربط الإنسان بأرضه وبيئته ولا شيء دائماً وخالداً غير الأرض والبيئة ما عدا ذلك كله إلى زوال وتغير، البيئة والأرض والوطن وحدها الخالدة.
تعجبني زهرة الأشخر، لأنها تعطي وتزهر سواء كانت الأرض عطشى وفي جدب ومحل لعدم هطول الأمطار أو إن هطلت غزيراً، إنه الانتماء إلى التربة دون انتظار مكافأة من أحد أو من السحب.