تتساءل أحياناً، ماذا تفعل حين يريد جاهل أن يناقشك أو ينافسك أو لمجرد أن يجاريك، ماذا تقول حين يكون الطرف الآخر إمعة أو تشرّب من الحماقة، فبات تقطر منه السفاهة قطراً.. وكيف يمكن أن تقنع من يقارن لاعباً قفز للأعلى برائد فضاء تخطى حدود الأرض.. وماذا عليك أن تفعل حين يقرر جارك أن يعاديك وأنت لا تدري عنه؟! بداخلك يقين أنه مجرد «أداة».. لا يعرف ماذا يفعل ولا يدرك ماذا يقول ولا يستوعب ما يكتب!
صحيفة قطرية «سوقية» أرادت أن تعبر عن فرحتها بفوز لاعب قطري من أصول عربية بمسابقة في ألعاب القوى، ولم تعرف كيف تفرح أو تبشر القراء أو بهرجة الفوز أو تسطير المانشيتات ولفت الأنظار وسرقة الأضواء، سوى بإقحام رحلة الفضاء التي قام بها هزاع المنصوري، فقارنت بين قفزة لاعبهم ورحلة المركبة الروسية سويوز التي حلق بها «ولدنا» إلى السماء.. في لحظة انتابتني مشاعر الشفقة والرأفة والرثاء والتعاطف لمستوى البلاهة التي وصل إليها هذا الجار.. فهم في عز أفراحهم الوهمية التي لا ندري عنها حتى يريدون إقحامنا فيها من باب مقارنة تضحك وتبكي في الوقت نفسه!
أحياناً أتساءل ماذا يريدون بالضبط؟ المشكلة أنهم لا يعرفون أصلاً الإجابة عن هذا السؤال، وأحياناً أتساءل إلى متى؟ والمصيبة أنهم ليسوا أصحاب القرار، وأحياناً أتساءل ماذا يشعرون بداخلهم يا ترى وهم يعيشون النبذ والنفي وسط أرضهم وبين ذواتهم وتحت ظل مخترق من قيادتهم؟ لا أبالغ لو قلت إن كل عملهم وشغلهم الشاغل وجهدهم الذهني منصب حول البحث عن إجابة لسؤال واحد فقط، ماذا يحدث في الإمارات؟
المشكلة التي تفقع المرارة لديهم، أننا لا ندري عنهم ولا نعرف ماذا يجري عندهم سوى بالصدفة، فنحن بالنسبة لهم ليس خصماً أو عدواً فقط، بل أشبه بلوحة فنية جميلة، يريدون تشويه صورتها والتقليل من قيمتها، وفي الوقت نفسه يدفعون الغالي والنفيس من أجل تقليدها والمشي بحذوها.
حين تسمع عن رجل يعاني من مرض نفسي فهو أمر جائز.. ولكن لأول مرة أرى دولة كاملة بكل ما فيها تحتاج إلى أن تراجع طبيباً نفسياً!

كلمة أخيرة
من الطبيعي أن يكن لك البعض العداء.. والأصعب حين يكون هذا العدو مجرد «غبي»!