إرادة عربية من هذا البلد النبيل تخترق أحشاء الجبل في خورفكان، وتفتح وريد الحياة للإنسان، من أجل عقد الصلة ما بين الشريان والشريان، من أجل أن تضاء شارقة الثقافة، بأحلام عشاق السفر الطويل، وأن يكون لموجة الترحال بياض الفرح وشفافية التواصل، من دون عناء الوعورة، من دون شعثاء التهدج عند نزول منحدر، أو صعود كأداء. فابتسم أيها النائم هناك في وهدة خورفكان، واكتب قصيدك المنثور ولون (ورقة سرير) بحبر الشارع الممتد على المدى مثل خيوط الشمس، مثل امتداد أمنيات أهل خورفكان الزاهية بطموحاتهم الأوسع من حدود الشمس. سيدي أحمد راشد ثاني في قبرك الساكن في قلب الحياة، في صلب الوجود، في ذاكرتنا التي لا تذبل أوراقها لمجرد مرور غيمة على وجه من نحب، هنا في خورفكان تنمو أعشاب، وتزهر أغصان، وجبل شاهق، يطوي عباءته ويرحل لأن الإرادة عندما تصبح منجلاً، يتهاوى أمام نصلها الصخر، ليصبح مادة سائلة مثل الحرية التي تفتح سبلها ليمر المسافرون عبرها في طريقهم إلى الحياة، إلى منبع الحقيقة. ميزانية إمارة ممكن أن تسخر من أجل شجرة التواصل، ومن أجل أن تزهر الأحلام من دون ما يعرقلها، أو يعيق خطوات الذين يذهبون إلى الأفق لقطف ثمرات حلم الأبدية، وأزهار الزمن البهي. شكراً صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ما بين طريق الثقافة، وطريق الجبل صعود واحد، وهو الإطلالة على العالم من دون زبد، من دون غبار، وهو ما أنت سيدي تسعى له لأجل أن يكون المواطن في لب الفرح، ويكون الوطن قارباً يذهب في قلب النهر من دون انحراف أو انعطاف، وتكون الحياة شجرة وارفة الظلال، نكون جميعاً الطير الذي غنى الأمل، ورفع النشيد لعالم تزهو أعطافه بالحب. خورفكان تذهب في الطريق المنسوج من حرير الأفكار النيرة، إلى الإنسان الذي انتظر كي تبزغ الشمس من خلف الجبل، وكي يتخلى الجبل عن بعض صخوره، ويفرج عن آهة مسافر، ليلتئم البعض مع الكل، وتصير خورفكان مفتاح الرؤية إلى مناطق ما بعد الجبل، وما أبعد من البصر، هناك حيث المكان الذي يهفو للمكان، والقلوب التي تصبو لأن تسكن في الحدقة، هناك كل الأشياء الآن ترفع الأيدي ضارعة شاكرة لفضل ذوي الفضل وكرم ذوي المكارم. نم يا أحمد راشد ثاني، قرير العين هانئاً، فمدينتك شارعها بسعة أحلامك، وأيامك، وإبداعك الذي قل مثيله. نم يا أحمد، ستظل خورفكان ساهرة على بناء الصلة ما بين الحلم والحب، فالأوفياء يكافحون من أجل أن تستمر الحياة زاهية مثل شعرك.