الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القوى الأوروبية تتغاضى عن أنشطة نووية إيرانية غير مشروعة

القوى الأوروبية تتغاضى عن أنشطة نووية إيرانية غير مشروعة
6 أكتوبر 2019 02:17

شادي صلاح الدين (لندن)

تزايدت في الآونة الأخيرة تساؤلات جدية حول صمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصمت القوى الأوروبية في ما يتعلق بسلسلة من تقارير الاستخبارات الألمانية التي توثق محاولات النظام الإيراني غير المشروعة للحصول على «تكنولوجيا الأسلحة النووية» في أواخر عام 2018.
وقالت إميلي لانداو، مديرة مشروع الحد من التسلح والأمن الإقليمي في معهد دراسات الأمن القومي لشبكة «فوكس نيوز»، إن المواد الواردة في الوثائق الألمانية تتطلب «مواجهة إيران بهذه المعلومات الاستخباراتية وطرح أسئلة صعبة». وتساءلت «متى ستربط القوى الدولية أخيراً هذه التقارير الاستخباراتية الألمانية التي كانت تصدر دورياً، بتفاصيل جهود الشراء الإيرانية المستمرة؟»، وقالت: هذه الجهود غير مشمولة في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يحب أنصار الصفقة (النووية) الاستشهاد بها. لإثبات «امتثال إيران» للاتفاق النووي.
واستعرضت «فوكس نيوز» تقريراً تم نشره حديثاً من وكالة استخبارات ولاية هيسن الألمانية كتب فيه المسؤولون أنه «على خلفية الانتشار النووي، استمرت أسلحة الدمار الشامل في كونها أداة سياسية قوية خلال الفترة المشمولة بالتقرير، والتي يمكن أن تهز استقرار هيكل الدولة بأكملها في حالات الأزمات الإقليمية والدولية». وأشار التقرير إلى أنه «على وجه الخصوص، حاولت دول مثل إيران وكوريا الشمالية وسوريا الحصول على هذه الأسلحة وإعادة توزيعها في سياق الانتشار، على سبيل المثال بإخفاء طرق النقل عبر دول ثالثة». وذكر التقرير «المثال على ذلك هو مجال الهندسة الكهربائية مقترناً باستخدام أجهزة الطرد المركزي في عملية تخصيب اليورانيوم». وتابع «مراراً وتكراراً، هناك شكوك بأن أجهزة الاستخبارات الأجنبية تمارس ضغوطاً على العلماء الزائرين للحصول على المعرفة الفنية المطلوبة». وتم تسمية إيران أيضاً على أنها مرتبطة بالتجسس غير المشروع في نظام التعليم العالي في ألمانيا. ويقول التقرير «مثال آخر على التحكم في المعلومات الاستخبارية هو تبادل البحوث بين المعاهد الجامعية في قطاع العمليات الكيميائية البيولوجية».
وتعكس النتائج الواردة في تقرير هيس بيانات استخباراتية ألمانية أخرى أفادت بها «فوكس نيوز» لأول مرة في مايو أن إيران هي «بلد محفوف بالمخاطر.. يبذل جهوداً لاستكمال ترسانته من الأسلحة التقليدية بأسلحة الدمار الشامل».
وعندما سئل عما إذا كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد استعرضت وثائق المخابرات الألمانية، أجاب فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً «ليس لدينا تعليق».
على جانب آخر، ورغم الرقابة المشددة التي يفرضها المجتمع الدولي على التحركات والقدرات العسكرية الإيرانية، إلا أن طهران تحاول بشتى السبل إخفاء معدات عسكرية مهمة تحت الأرض أو في الجبال، استعداداً لحرب محتملة مع الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة «الديلي اكسبريس» البريطانية أن النظام الإيراني يستعد للحرب من خلال نقل البنية التحتية الرئيسية وأنظمة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى مخابئ سرية تحت الأرض ومخابئ في الجبال، وفقاً لمصادر استخباراتية. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن تهديد النظام الإيراني بتكثيف أنشطته النووية الشهر المقبل سيزيد من اشتعال التوترات المرتفعة بالفعل منذ اتهامها بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية المدمرة على منشآت النفط السعودية.
وقالت المصادر الاستخباراتية، إن هذه الأهداف الواضحة ستشمل هياكل القيادة والسيطرة الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، والدفاعات الجوية في جميع أنحاء البلاد، ومنشآت تخزين الأسلحة، ومراكز الاتصالات الاستراتيجية.
وأكد الخبراء أن النظام الإيراني يستعد للانتقام الغربي من عملياته الاستفزازية في المنطقة من خلال دراسة الحملات الجوية التي شنها التحالف الدولي ضد نظام صدام حسين في العراق، وكذلك عمليات الناتو في يوغوسلافيا وكوسوفو وليبيا وإخفاء الأهداف المحتملة ووضع الأفخاخ. وقال مصدر «الإيرانيون يعرفون ذلك. أي شخص يخطط لمهاجمة إيران يعرف أنه يعرف ذلك، وبالتالي لم يكون من السهل العثور على أهداف حقيقية».
يأتي ذلك بعد أن أعلن النظم الإيراني عن تدابير لخفض التزامه بخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 رداً على انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة، مما أثار مخاوف جديدة من الصراع المسلح في المنطقة.
ويحذر الخبراء من أن إحجام الغرب عن الانتقام من إيران قد ينظر إليه من قبل طهران على أنه نقطة ضعف قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في جميع أنحاء المنطقة وإثارة الصراع.
وقال مصدر عسكري في الشرق الأوسط للصحيفة «لا ينبغي أن يكون الحديث يدور حول اتفاقية العمل المشتركة الشاملة ولكن برنامج الصواريخ الإيراني وسلوكه الإقليمي اللذين يعتبران مهمين إن لم يكونا أكثر أهمية». وأضاف «لديهم القدرة على زيادة عدم الاستقرار في المنطقة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©