«الطيران في دول أوروبا يحلّ ويطير، والطائرات تكاد تغطي سماء أوروبا، والنَّاس يصعدون ويهبطون كأمر معتاد عليه، لا يخافون من الطائرات في الجو بقدر ما يخافون من أشرار الأرض، وحدها بعض الطائرات العربية التي تمشي ببركة الرب، وما تيسر من دعوات الأم، ما يصدق المسافرون أنها وصلت بالسلامة بعد ربط الأحزمة، والتأكد من وضعية الكراسي في مكانها الصحيح، وقراءة تعليمات السلامة جيداً، حتى لو كنت من دائمي السفر، قال يعني تهمهم جداً سلامة الركاب، وقال يعني الركاب العرب مصدقين شركات النقل عندهم كثيراً، لذا تجدهم يصفقون ما إن تهبط الطائرة، ويصفقون للطيّار، ويضحكون للمضيفات، وينقضّون على أمتعتهم في الخزائن العلوية، يريدون الفكاك، هي فرحة الوصول لليابسة، بعد طول الخوف من التحليق والتعليق في السماء، لأنهم يعرفون ماذا في بُطُون بعض طائراتنا العربية من غش، وشعارها البيئي الدائم، العوض بسلامتك»! - «من تسمع الولد يقول: «ماي مام» أو «آي ول تل ماي مام»، أعرف أن عليه تأثيراً واضحاً من المناهج التربوية، وما يأكلون أو تعرض لإشعاع من تلك المادة المخصبة في خورمشهر»! - «ما أحد يوتر خشوعك مثل أولئك الذين يُصَلُّون بـ«البرمودا» في المساجد، «الصيم» ظاهر، وواضح عليه آثار جروح ملاعب ترابية، وتعثر في مباريات نتائجها لم تكن إيجابية بالمطلق، والركبة ذاوية مثل «صِلّامة الهمباه»، شو من الصلاة هذه اللي ما نأخذ زينتنا عند كل مسجد؟ ما أدري مثل هالناس رايحين «جيم» وإلا رايحين يُصلّون خلف مدرب وإلا إمام»! - شو القصة كثروا هالأيام اللي يصومون قضاء، يوم تسأل عن فلان، ليش ما جاء النادي، الفريق عنده تدريب بعد خسارة الدوري، يقول لك: والله صايم هاليومين، فلانة ليش ما داومت، والله صائمة هالأيام، وكلهم يقضون دينهم ونذورهم وكفارة يمينهم، أولاً كل هالسنة بطولها ما جاز لكم تقضون إلا قبل رمضان بأيام، بعض الرياضيين والمشجعين المتعصبين معذورون، لأنهم عجزوا ما يحلفون، وعجزوا ما يصومون، ويكفرون، ويطعمون ستين مسكيناً من كافتيريا النادي، مرة أن الدوري لهم، ومرة أن الدوري «مب عيناوي»، لو حلفوا أنهم ما ينزلون درجة ثانية، كان لا صاموا ولا كفّروا ولا قضوا الأيام اللي عليهم من كثر الحلفان الكروي الذي بلا داع، خلوا روحكم رياضية ولا تحلفون على كل شيء، هذه كورة مدورة، هذه المرة «العين بطل الدوري»، السنة الجاية «بطل الدوري العين» ما شيء فرق»!