الرؤية الجديدة للعمل الثقافي في دبي التي أقرّها واعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قبل أيام، تأتي في وقتٍ أصبحت فيه مدينة دبي عاصمة عالمية لأنشطة متداخلة كثيرة ما بين الاقتصاد والتجارة والسياحة والثقافة. هذه الحقول التي تبدو منعزلة في نظر البعض، أصبحت تؤثر وتتأثر ببعضها في نسيج اجتماعي كبير مثل الذي نعيشه في دولة الإمارات، حيث تتعدد اللغات والثقافات بحكم التنوع الاقتصادي الذي يفضي بدوره إلى نشاط ثقافي واجتماعي جديد.
حالياً، تحتضن دبي المئات من المناشط الثقافية في كل الاتجاهات. هناك المتاحف الكثيرة التي تنفذها بلدية دبي بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون في منطقة الشندغة. وهناك المكتبات ودور التصميم وغاليريهات الفنون وصالونات الأدباء الشباب التي تعمل بمنظومتها الحرة، يضاف إليها بالطبع النشاط السنوي الكبير الذي تقوم به ندوة الثقافة والعلوم كجهة أهلية، وهيئة دبي للثقافة والفنون وبالطبع وزارة الثقافة وبعض المراكز الثقافية الأخرى مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة واتحاد كتاب وأدباء الإمارات – فرع دبي.
أيضاً نجد نشاطاً ثقافيا ملفتاً يقوم به المكتب الإعلامي لحكومة دبي عبر ذراعه الإبداعي المعروف باسم (براند دبي). وهناك جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية ومهرجان طيران الإمارات للآداب ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث والقائمة تطول. لكن ما أراده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو إحداث نقلة نوعية في منظومة تكامل هذه الفعاليات الثقافية بحيث ترتكز على أسس عالمية وتتوافر فيها شروط الاستدامة لتظل تتطور باستمرار مع تطور المدينة في كافة مناحيها الأخرى. وأيضا لأن توحيد هذه الجهود في إطار عملي عالمي جديد سيرفع من مستوى طرحها إلى أفق أعلى بالتأكيد.
المبادرات الثقافية التي أطلقها سموه مثل جائزة تحدي القراءة العربي وجائزة محمد بن راشد للغة العربية وصولا إلى نشر ثقافة ارتياد الفضاء، كلها أصبحت تشكّل ملامح رؤية سموه إلى الثقافة باعتبارها الرافعة الأساسية التي يقوم عليها بناء الإنسان في الإمارات. ولن يكون مستغرباً، عندما يتم البدء بتنفيذ هذه الرؤية، أن تتاح للكلمة أن تتحرر أكثر من أسرها التقليدي لتصبح حرة في التعبير والبوح والإبداع. وستكون اللوحة الفنية معبرة لنقل هواجس إنسان اليوم الذي يعيش في مجتمعات التسامح والسعادة وحب الابتكار.