اتحاد كتاب الإمارات بيت الفعل الثقافي، وهو المنطقة التي تنمو فيها أعشاب الفرح، عندما تلتئم الأكتاف وتصير كأغصان شجرة السدر تشد بعضها بعضاً، ولا تجعل للعصافير فجوة الفرار من العش، ولكن ما يحصل الآن هناك تقطيبة على الجباه، مبررها اللا شيء، ومحتواها أنا ومن بعدي الطوفان، وهذا يشبه ما يحصل في المجتمعات السياسية عندما استنفر المدعون، وهدموا المعبد على رؤوس أصحابه، وبقيت المجتمعات مثل قوافل النمل الهاربة من جحيم التشظي. اتحاد كتابنا يحتاج إلى أفراد أسرته، كي تتصافح القلوب قبل الأيدي، ومن دون تصنيف أو تجفيف منابع الحب الذي هو النهر الذي يروي الجذور، ويجعل من التربة حاضنة لكل الأعشاب بألوانها المختلفة، ونحن بحاجة إلى الاختلاف ولكن من دون طواف حول الأنا المتورمة، ومن دون عبادة الذات المحتقنة، ومن دون اللجوء إلى الألغاز التي تفجر نيران الذاتية الفجة والقميئة، والتي لا تعبر إلا عن ضغائن شخصية لا تخدم للود قضية، بل تحول الاتحاد إلى منصة للصراخ الذي يصم الآذان، ويعمي الأبصار عن رؤية الحقيقة، وحقيقة الاتحاد أنه قدم الكثير للثقافة الإماراتية، ومد الشراع إلى المحيط العربي، بحيث أصبحت الإمارات الحضن الدافئ الذي يضع الاتحاد العام للكتاب العرب بين ربوع المحبة والاهتمام، وهذا يكفينا شرفاً أن نكون الحصن الحصين للثقافة العربية، وقد يقول قائل، هذا لا يكفي، وهذا صحيح ولكن الذي يكفي لا يحتاج إلى الزوابع، وإنما يحتاج إلى حسن النوايا، والالتفاف حول إدارة الاتحاد ومعاونتها في كسب المزيد من الإنجازات، فالوقوف على الشاطئ ورمي صنارة الصيد على الرمل لن يصطادا سمكة، الأسماك في البحر، ومن يريد أن يصطاد عليه أن يدخل البحر بقوارب لا تصدر ضجيجاً مدوياً، بل تمضي بسلاسة وهدوء، فكلما ارتفع الضجيج غاصت الأسماك في الأعماق، وانتهى الأمر بلا شيء في المحصلة النهائية. بالحب يزهر بستان الاتحاد، وبالامتعاض والقنوط تذبل الأزهار ويصبح الاتحاد أرضاً قاحلة، وإذا أردنا أن يطول أمدنا ويزدهر بثقافة بلا رتوش، فيجب أن نتحرر من الإدانة، فالإدانة هي فيض نقص، ودونية، وعذابات منقولة من العقل الباطن. يجب ألا نشخصن، فالشخصنة بيت الداء، بل هي كل الأدواء، والحضور في المشهد لا يعني إلقاء اللوم على الآخر، بل إن الحضور يعني إثبات الذات من خلال التفاني، من أجل أن نكون معاً لأجل اتحاد لا تشوبه شائبة الحساسية الزائدة والطفح الجلدي الذي يؤذي صاحبه قبل أن ينقل العدوى للآخر.