أدب الخيال العلمي حوّل الخيالات والتصورات عن العالم الفضائي البعيد إلى روايات وأفلام مثيرة غزت العالم. وظهرت شخصيات كثيرة من نسج الخيال. وصورت أحداثٌ كثيرة، من خيال افتراضي هو ميتافيزيقي أو ما ورائي، حكايات وقصصاً وأفلاماً وروايات ظهرت وانتشرت مرتكزة على تصورات عجيبة وغريبة، وصُنع أبطال وشخوص عديدة من تلك القراءات البعيدة لما هو خارج الكرة الأرضية، بل إن تلك الأحلام والحكايات صنعت أعمالاً كبيرة وعظيمة تحولت إلى مركبات حقيقية وشخوص حقيقيين قادوا تلك التجارب الخيالية إلى واقع ملموس.
تلك الروايات والأفلام التي تثير فينا العجب وتقعدنا بين مصدق ومكذب لما أبدعه أولئك الكتاب الأوائل في مجال الخيال العلمي وآدابه التي تنوعت في الطرح والتصور، والتي أخذ منها الكثير من مبدعي الأعمال الفنية السينمائية تصورات عجيبة وغريبة الأشكال والطرح، واشتغل على إنتاج تلك الأعمال الكثير من مهندسي الصوت والصورة والإضاءات العجيبة. أعمال إبداعية وتصورات وعلوم هندسية وفنية، أدارها علماء في شتى المعارف، اجتمعت كلها لتصنع لنا علماً يغادر الأرض إلى السماء، ومبدعين وحالمين بالاكتشافات البعيدة والخارجية عن المجال الأرضي المعروف، حتى وصلنا إلى هذه اللحظة التي لم يعد هناك من يشك بأنها مستقبل البشرية كافة.
ولعل هذا الوطن الكبير في كل شيء، من أحلام بعيدة.. إلى أمل ساطع، ينير للأجيال القادمة كل طريق يؤدي إلى خدمة الإنسانية وسيادة الفكر العلمي وتطويره لتتقدم البشرية.
وأهم حدث الآن في مشروع البحث والتطور العلمي هذه الرحلة المهمة والعظيمة التي تدخلها الإمارات عبر مشاركة أحد أبنائها هزاع المنصوري الذي حمل آمال وتطلعات بلده والعرب جميعاً في أن يكون لهم مساهمة في طرق أبواب الفضاء، والتفكير بجدية في الاهتمام بالبحوث العلمية والتجارب الجديدة.. وفي أن نشارك العالم المتقدم أحلامه في النهضة الرائدة التي تخدم البشرية، كم سوف يكون عظيماً لو أن الإنسان العربي انفك من همومه ومشاكله، وعمل على أن يطور ذاته وبلده ودعم التجارب العظيمة التي تسعى إلى خدمة البشرية.
الفضاء وغزوه أو الوصول إلى القمر والنجوم البعيدة، كلها أحلام قديمة لم تغب عن فكر الإنسان منذ الخليقة، ولكنها تصورات كبرت مع كل تقدم في مجال العلوم، حتى الروايات المحلقة والخيال العلمي استطاع هذا الإنسان أن يجعلها حقيقة!
الناس هنا كم هي فَرِحة بالرائد الفضائي هزاع المنصوري وبتطور النظرة إلى العلوم.