لا أحد أقدر من العين على منح جماهيره الفرحة في كل الأوقات، حتى تلك التي تجافيه خلالها البطولات.. هو لدى الأمة العيناوية ليس مجرد فريق، لكنه حلم وأمنية وأب يصطحب ولده صوب المدرجات.. هو أصوات الحالمين ونغمة على الدوام.. هو شجرة وصباح ومساء وقمر يمضي صوب الأمنيات. فعلها العين أمس، وتوج باللقب الثالث عشر للدوري، واستعاد الدرع بعد عامين غاب خلالهما عن قلعة الزعيم، وبعد موسم استثنائي، جعل للدرع طعماً ولوناً مختلفاً، وسط منافسة استمرت حتى الأمتار الأخيرة، قبل أن يقول العين كلمته، ويلقي بستارته البنفسجية على اللقب الغالي. لا يمكن اختزال الدرع في الرباعية الأخيرة أمام النصر، والتي تكفل بثلاثة منها ماركوس بيرج، وأكملها أحمد خليل، ولا في تألق حسين الشحات وعموري وبقية اللاعبين، ولا حتى في آهات الجماهير التي رافقت مشهد الختام، لكنه جهد موسم طويل من الصراع والمطاردة بين العين، صاحب الرقم القياسي في الفوز بالدوري، وهو رقم يستحقه لأنه دائماً ينشد منصات التتويج ولا يرضى إلا بها. العين شلال الفرحة في دار الزين، الماضي دوماً صوب العلياء، ينشد المجد، ويسطر في كل ميادين الكرة إبداعاً يحمل بصمته الخاصة.. أول من طرق أبواب آسيا وفتحها، ولا يزال يمضي صوب أحلامه الكبرى دونما توقف، لأن خلفه من يستحق.. خلفه جمهور عاشق كبر وشب على حب العين.. جمهور يتشاطر عشق العين مع كل شيء.. مع حله وترحاله..مع أبنائه.. يتنفسه مع الهواء ويشربه ويطعمه.. العين لديهم جزء من حياة لا تتكرر بتلك التفاصيل والطقوس إلا في الأمة العيناوية. تمكن العين من نسج حلمه الثالث عشر قبل جولة واحدة من نهاية المسابقة، بعدما وصل برصيده إلى 50 نقطة، وبفارق سبع نقاط عن أقرب مطارديه الوحداوي الذي خسر أمام عجمان، وإذا كان اللقب قد ذهب للزعيم، فلا شك أن الوحدة شارك في صناعة هذا المذاق «الحريف» لبطولة ظلت معلقة حتى الأمتار الأخير، وكذا الوصل، وبقية فرق الدوري التي تكاملت معاً، وقدمت واحداً من أكثر مواسم المسابقة ثراء وحماساً. مبروك للأمة العيناوية لقبها المستحق، ومبروك لإدارة النادي التي وقفت وساندت الإنجاز، وساهمت بتدخلها المحسوب والجريء في تثبيت أركان الفريق وقيادته إلى المنافسة في أكثر من بطولة هذا الموسم، ومبروك للاعبين حصادهم الذي جاء بعد تعب ومثابرة وجهد سخي، كان موضع ثناء كل المتابعين طوال المسابقة، ومبروك للجماهير فرحتها المستحقة.. مبروك تلك القصة الجديدة في كتاب الأحلام المفسرة لفارس أبيض اعتاد أن يأتي إليهم بالأعياد على صهوة الجواد. كلمة أخيرة: يستحق الفرحة من آمن بالأمنيات.. من طارد الأحلام في النوم واليقظة