بعد الجولة الأولى من الموسم الماضي، أقال اتحاد كلباء مدربه فييرا.. كان ذلك عقب الهزيمة من الوحدة بستة أهداف مقابل هدفين، وهذا الموسم أقال مدربه فابيو فيفياني، فيما أقال النصر مدربه زاناردي.. لم تمض سوى جولتين من الدوري.. أقلنا اثنين، ويتردد أن هناك مثلهما في الطريق.. تُرى هل ما يحدث طبيعي أو أننا نغالي في ردات فعلنا.. ماذا يريد اتحاد كلباء أو النصر وتأكد أنه لم يحدث، وهل ما يريده الناديان واحداً.. هل الخسارة سبب كاف للإقالة أو أن هناك أسباباً أخرى.. هل المدرب هو الضحية الملائمة والمسؤول عن الإخفاق أو أن هناك من يسبقه؟
لا أخفي أنني في حيرة تشبه حيرتكم، فأنا ضد الإقالة المتسرعة، وإذا كانت الأندية تطنطن في بداية كل موسم، أنها مع الاستقرار ولن تحاسب بالقطعة، فعليها أن تفي بوعدها، لكن في المقابل لابد أن أقر بأن دورينا هذا الموسم «غير»، لدينا أسماء ولاعبون، لكنني لا أرى بصمة مدربين.. العمل الفني في الملعب لا يوازي العمل الذي قامت به إدارات الأندية لدعم فرقها، في موسم يبدو الأقوى والأجمل.
في الموسم الماضي، أقالت أنديتنا 11 مدرباً على مدار الموسم، بدءاً من الجولة الأولى وحتى الجولة 18، كانت البداية بفييرا في اتحاد كلباء، وانتهت بسان خوسيه مدرب النصر، والناديان نفسهما افتتحا موسم الإقالات هذا العام.. لا يبدو العدد كبيراً، قياساً بأن التقييم كان بجولتين في الدوري، وجولتين أو ثلاث في الكأس، غير أنه لا يمكن التعامل مع الأمر باعتباره طبيعياً، إذ من المفترض أن الوقت والأسباب التي دفعت الأندية لتستقر على الاختيار، كانت أرحب وأعمق من تلك التي دفعتها لإنهاء العلاقة.. قرارات الغضب غالباً ليست صائبة.
الأهم في تلك الإشكالية.. ماذا تريد الأندية من مدربيها؟.. قطعاً ليست جميعها تريد الحصول على درع الدوري أو كأس المحترفين.. بعضها يريد البقاء ليس إلا واحتلال مكان في المنطقة الآمنة إن أمكن، واتحاد كلباء والنصر يمكن القول إنهما على طرفي المعادلة في هذا الأمر، وطموح كل منهما مختلف عن الآخر.. إذن كيف اتفقا في القرار.. النصر احتاج إلى خمس مباريات في الدوري والكأس حقق فيها فوزاً وحيداً، ليستغني عن مدربه وهو الأسبق طموحاً، بينما كانت أربع مباريات دون فوز كافية، ليتخذ اتحاد كلباء القرار برحيل فيفياني.
أعتقد أن رسم الاستراتيجيات، وتحديد الأهداف ضرورة قبل وبعد عملية الاختيار، لأنها ستوفر على الطرفين الكثير، فالطموح بمجرد البقاء يحتمل أن تخسر عدة مرات، وأن تقع وتقف وتحاول، لأن الرحيل السريع له دلالة من اثنتين، إما أن الاحتيار كان خاطئاً من البداية، أو أن القرار متسرع.

كلمة أخيرة:
المدرب دائماً أسرع اختيار، لأن تحميل المسؤولية لغيره يعني قطع «رؤوس عدة».