مهرجان أم الإمارات، فيه من الحب ما يشع، ويفيض كالنهر، ويملأ الوجود نشيداً وقصيداً، ويسكن في المكان مثل شجرة ترفرف أوراقها بالحنين إلى قلب يتسع الكون، ويلونه بأشجان، وألحان، وألوان من الأشواق إلى حضن، وحصن، وزمن يسكب شهده في القلوب، فترتقي، لتصبح ببياض الموجة، ورهافة أجنحة الطير، وعبق الوردة الطالعة في بستان الحياة. مهرجان أم الإمارات، قصيدة موزونة بأحلام الأوفياء، مقفاة بصدق النبلاء، مسكوبة مثل الشهد في ثنايا الوجدان الإنساني، محبوكة بأنامل الناس النجباء. مهرجان أم الإمارات، تعبير بالغ الأناقة على العلاقة ما بين الأبناء والأمهات متوج بالمثال الناصع، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، قلب الإمارات الكبير، وحنانه الدفئ وزمانه المتطور نسلاً من قيم الأولين وسماحة المبجلين، ورجاحة الأفئدة المفعمة شوقاً للحياة، وجمال العلاقة بين الأجيال. مهرجان أم الإمارات، المنطقة الواسعة، المعشوشبة بالحب، والوفاء، والانتماء إلى من ربت، وأنشأت، وترعرعت بين يديها نفوس، وشمخت رؤوس، حتى صار الوطن أشجاراً وارفة، تطال أغصانها عنان السماء، وتلامس أوراقها، النجوم. ولأن أم الإمارات، نهر الصفاء، والعطاء، فنحن نعيش الاحتفاء البهيج، في كل يوم، وفي كل ساعة، ودقيقة، وثانية، نعيش الرخاء العاطفي، والثراء الوجداني، عند كل شروق شمس، وعند كل غروب، وحياتنا نهر نبعه من يدين كريمتين، ومصبه حقول الناس المهيضين حباً، وولاء. مهرجان أم الإمارات، الكتاب المفتوح دوماً، تقرأه الأجيال، وتتلوه شوقاً، وتحتذي به نموذجاً وقدوة، ومثالاً وتعيشه حياة، وتمارسه سلوكاً. مهرجان أم الإمارات، النسق الإنساني الجميل يطوق الأعناق بقلائد من عرفان، ويملأ الوجدان، بعذوبة الماء، والثلج والبرد. مهرجان أم الإمارات، لوحة تشكيلية، في خطوطها ألوان من أحلام، وأيام الوطن الرائعة، التي كرسها المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، وجعل من المرأة الكيان الطاهر الذي تنحني له الرؤوس، وتنثني له الأعناق، لأن للمرأة دورة الشمس حول الوجود، وللمرأة فعل المطر على الأرض، وللمرأة مكانة الأنهار، والأزهار، والإثمار، والأشجار، وللمرأة سحر النجوم في السماء الصافية، وقدرة النور في إضاءة الدروب المعتمة. للمرأة كل هذا الشأن لأنها ليست نصف المجتمع، وإنما هي كله، ومن كلها نستمد حياتنا، وطاقتنا، وقدرتنا، على التفاعل مع الحياة، وتسيير شؤوننا. ولذلك يأتي مهرجان أم الإمارات، ترسيخاً، لمفهوم الأم في وجدان الوطن، وتكريساً لما ذهب إليه المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، وتأكيداً لثوابت الآباء والأجداد، ويسبق كل ذلك، إرث ديننا الحنيف (الجنة تحت أقدام الأمهات).