كل الأندية الكبيرة المطالبة بالمنافسة على لقب الدوري تقع تحت الضغط، وحده النصر هذا الموسم وكل موسم يزيد الضغط عليه أضعافاً مضاعفة، بحجم 33 سنة، غاب فيها عن المنصة، ويبدو أن الموضوع له شقان، الأول إيجابي، وهو أن الناس مازالت تجد النصر قادراً على المنافسة رغم ابتعاده الطويل عن الفوز باللقب ومازالت تتعشم في ذلك، أما الشق السلبي فهو أن هذا العشم أصبح يثقل كاهل الإدارة والمدرب واللاعبين، وأصبح هاجساً لهم أكثر إزعاجاً من مواجهة المنافسين.
تبدو حالة النصر خلال هذه السنوات الطويلة غاية في الغرابة والعجب، وهو النادي الذي يحظى بدعم ورعاية ومتابعة وحب من قائد استثنائي، سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، الذي لا يتأخر على النادي ولا عن مساندته مادياً ومعنوياً، وهو قريب للغاية من الفريق، وهو الذي يوفر أجواء مثالية ومستقرة للإدارة حتى تتفرغ للعمل وللهدف الأسمى وهو إعادة العميد، إلى المنصة التي غاب عنها منذ زمن بعيد.
هناك أمور غامضة لا يوجد لها تفسير، فقد تعاقبت الإدارات وكل إدارة تحصل على فرصتها الكاملة، وكل إدارة تحاول أن تستفيد من أخطاء سابقتها، ويكون العمل على أكمل وجه خلال فترة الصيف، ويكون الأزرق مرشحاً فوق العادة، والعمل المبذول يحظى برضا وإعجاب من الجميع، وبمجرد انطلاق صافرة بداية الموسم تختلط الأوراق، ويتعثر الفريق، ويبتعد تدريجياً عن المنافسة.
قبل بداية كل موسم يكون النصر هو بطل الصيف بلا منازع، ولا أتحدث عن العمل على إعداد الفريق الأول وحسب، بل إن العمل يكون على مختلف الصعد، فهو من أكثر الأندية اهتماماً ورعاية لقطاعات الناشئين والمراحل السنية، هو النادي الذي طوال تاريخه يتميز عن غيره بالمبادرات الخلاقة، ومن أكثر الأندية تنظيماً على المستوى الإداري، وتخرجت من بين جدرانه الكفاءات الإدارية التي أصبحت تترأس أهم الاتحادات الرياضية بل والقطاعات الخدمية الناجحة في إمارة دبي.
خلال 13 سنة ماضية عادت جميع الأندية التي توجت بلقب الدوري من قبل لتفوز به من جديد، وحده العميد، لا زالت جماهيره تنتظر موسم الفرج، موسم الحصاد، موسم يستعيد فيه الأزرق ذاكرته الغائبة، ويستعيد فيه عشاقه ذكرى الاحتفالات الصاخبة، قبل 33 عاماً، في موسم لم يترك فيه النصر لبقية المنافسين شيئاً يذكر، أكل اليابس والأخضر، إذن متى يعود النصر؟، ليروي عطش جماهيره التي صبرت وانتظرت، وليعتلي منصة التتويج التي تنتظره منذ 33 عاماً حتى هرمت.