في زيارته للإمارات، قال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، إن الإمارات حققت معجزة وسط الصحراء. كيف لا، فعلى ربوة الأمل تقف في وسط المحيط الصحراوي لؤلؤة بحجم دولة عملاقة، وتحت خيوط الشمس يشع البريق متلألئاً براقاً تواقاً إلى المعالي، متشوقاً إلى حدود النجوم الطالعة في قلب السماء الشاسعة. هذه هي الإمارات التي أراد لها زايد الخير، طيب الله ثراه، أن تكون قصيدة تكتب حروفها من عرق المخلصين الصادقين، وعلى نهجه القويم سار خليفة الحلم، ثم على منواله يحذو محمد بن راشد، ومحمد بن زايد، حذو الأفذاذ في طريق الحب والسلام والتسامح والانسجام، وتلاقي الأفئدة على الخير والمودة. هذه هي الإمارات التي نسقت وجدانها، ورتبت أشجانها، وحاكت قماشتها الصحراوية من حرير الإرادة وقوة العزيمة، وبتضافر الجهود لأجل أن تصبح الإمارات في مقام الاستثنائية والفرادة، تتقدم الصفوف، وتقف عند هامات الكواكب والنجوم، وتعانق الغيمة بشفة الأحلام الزاهية، وتطوق الوجود بسواعد الآمال العريضة، ساعية إلى تحقيق الأمنيات عبر مشاعر الحب والاصطفاف إلى جانب العدل الإنساني، ومناصرة الحق والنهوض بالقيم السامية وردع الكراهية وكبح الحقد، وصد كل ما يعيق رقي الإنسان وسعادته. هذه هي الإمارات، تأتيها الشهادات من آخر الحدود، إيماناً بما أنجزته من مشروعات مذهلة أدهشت الغريب قبل القريب، وصار اسم الإمارات يغرد به الطير، كما يلهج به لسان الإنسان في كل مكان. هذه هي الإمارات، لمسة المخمل على جسد الصحراء، وابتسامة النجمة في قلب الحياة ورفرفة الطير على غصن اللوز وبين أوراق السدر، وتحليق النوارس على صهوة الموجة. هذه هي الإمارات، لغة الأولين، ولمعة العرق على الجبين، وشفافية النور على القمر اللجين، هذه هي الإمارات، اللحن الصحراوي يدندن على رأس ربوة الفرح، مسترسلاً كأنه النهر في شرايين الأرض، هذه هي الإمارات غرس زايد تذهب بالحياة نحو أفق التطلع، تذهب بالناس نحو السعادة، وتجعل من التراب الأصفر باقة ورد ومساحة واسعة من العشب القشيب، تجعل من التفاصيل في الجملة الكونية قصائد مقفاة بالرزانة والأمانة، موزونة برصانة الذين فعلهم يسبق قولهم. هذه هي الإمارات، منارتها السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، والثقافية تحدق في الوجوه، فتلهمها التألق، وتمنحها قدرة البوح الصريح من دون تلعثم أو تردد. هذه هي الإمارات، الفكرة النيرة التي صارت سيرة ذاتية لوطن يثب وثبة الليوث، ويقطف من ثمرات المجد أنضجها وأشهاها وأحلاها. فشكراً للذين صنعوا هذا البستان، وشكراً للذين لونوا لغتنا بالفرح.