- كل شيء تغير في الدنيا، وتبدل في الحياة، شوفوا الموسيقيين الأولين، أسماؤهم ترعب، «باخ، وهاندل»، وشوف أسماء موسيقيّي الوطر الجديد، أسماء ناعمة، رطبة، تقول من مشتقات الزبدة، شوف وجوه الأولين ترعد رجولة شوارب ولحى، تقول جنرالات في جيوش غازية «تشايكوفيسكي، فيردي، شتراوس، كورساكوف» تلقى اللحية مازرة الوجه، والشوارب يعلق فيها الواحد كمانه، وشوفوا موسيقيي وطرنا الذي صدره مفتوح، والذي الكحل تارس عيونه، والذي زالغ كل شعر جنبه، شفتوا كيف الدنيا تغيرت، وتأنثت.
- الروس لا يرضيهم إلا الأشياء الكبيرة والضخمة كجثثهم وقاماتهم الفارعة، يعني الروسي إذا صنع لك ثلاجة بتترس المطبخ من كبرها، لكنها بتظل تشتغل سنين ومنين، ولو كانت تصلاها الشمس الحارقة، وإذا ما تعطلت، يمكن برفستين تشتغل من جديد وتبرّد، والروس يوم يتجبرون ويبالغون في حياتهم، تجدهم يحولون مطاراً من مطارات الزمن القديم، زمن الحديد إلى مول تجاري في الزمن المتماهي الجديد!
- شكسبير وابنته الشاعرة وابن ظاهر وابنته سلمى، هناك شبه بين الاثنين، وبين البنتين حين تعيش الموهبة الواعدة في ظل موهبة طاغية، هكذا أوحى لي فيلم «كل شيء حقيقي» الجديد عن حياة «شكسبير» الخاصة، وغرائب علاقاته، وهو من الأفلام الإنجليزية الجديرة بالمشاهدة.
- فيلم «ريتشارد يقول وداعاً»، واحد من روائع الممثل العبقري «جوني ديب»، متعة التمثيل، وجرأة الحوار، وقصة إنسانية مؤلمة، هكذا هم الممثلون الكبار حين يقوم فيلم على أكتافهم، ويستحقون رتبة نجم.
- التي ربت وشقت، وشالت سبعة أولاد في بطنها، وكرست حياتها لهم، وإعدادهم للوطن، ألا تستحق حتى راتب سكرتيرة شغلتها ترتيب ملفات، والضحك للمدير لتفريغ شحناته السالبة، والرد على التليفونات الواردة والصادرة، أيهما أهم للوطن؟ «مودموزيل تالا»، وإلا الغالية سهيلة، واحدة تتحمل مزاج المدير وانفعالاته، وندفع لها الكثير، وواحدة تحمل الضنى، وتكد العنى، ولا ندفع لها أقل القليل، وتحسبون فلوس سهيلة بتسير بعيداً، ترى كله في بطون عيالها وتربيتهم، لابد من راتب للأمهات المنجبات أو مكافأة شهرية تقاعدية للقاعدات المستقرات في البيوت، وكل شغل البيوت على رؤوسهن، والتربية الصالحة والوطنية منهن، لأن إذا حقّت من عينها، فلن نجد «مودموزيل تالا»، وحدها الغالية سهيلة هي الستر والغطاء، وهي الأرض التي ما بارت يوماً، فهل نسترخص فيها ومن أجلها راتباً ولو كان نصف ما تأخذه «العزيزة تالا»؟!