دعك مِمَّن سيلعب اليوم في انطلاقة دورينا.. الأهم أنه سيعود.. لا تنظروا فقط إلى الأندية، إلى من تشجعون.. الدوري أيضاً يستحق وحده التشجيع.. هو كيان يخصنا وحالة تعنينا.. لجنة وإداريون وحكام وملاعب وجماهير.. لا شك أن أشياء كثيرة ستتبدل بعد عودته، ولن تبقى الشوارع على حالها.. الدوري لم يعد لعباً فقط، لكنه فصل من حياة.
اليوم، تنطلق النسخة الثانية عشرة من دورينا المحترف، والسادسة والأربعون في تاريخه.. ربيعنا يعود بالطموحات والصخب.. يعود كما يعود الصباح.. يعود شمساً ودفئاً وقطرات ندية لأولئك الذين يقطفون الحلم مبكراً.
صدقوني.. الدوري عندي أكبر من نادٍ ومن أندية ومن لاعبين ومدربين.. اسمه دوري الخليج العربي للمحترفين.. الكل يعرف أنه يخص الإمارات.. هو صناعتها وحلمها الذي كبر وشب عن طوق الهواية، وأصبح علامة مسجلة في آسيا وفي العالم.. لأنه للإمارات فهو يستحق الاحتفاء.. يستحق أن نلتف حوله أولاً قبل أن يلتف كل منا حول النادي الذي يحب.
أذكر جيداً، ذلك اليوم الأول في الموسم الأول للاحتراف.. كيف كان الأمر صعباً، وربما غير واضح على الإطلاق.. كيف لم نكن نشعر بوجود سد سنعبره بين الهواية والاحتراف.. أذكر طلبات الاتحاد الآسيوي وشروطه ولجانه.. أذكر رابطة دوري المحترفين الأولى، وأولئك الناس الذين قامت على أكتافهم البدايات.. اليوم بإمكاننا جميعاً أن نبتسم ابتسامة رضا، وأن نتنفس ملء صدورنا سعادة، فقد أنجزنا فعلاً، وبات لدينا دوري قوي، ينطلق اليوم، ونصف المشاركين فيه من أبطاله.. تتسع رقعة المنافسة شيئاً فشيئاً، وأحبذ أن يتقاسم الأحلام الجميع. ينطلق دورينا اليوم، بأربع مباريات في الجولة الأولى، تختبر فيها الأندية بعض صفقاتها التي أبرمتها في الصيف، وتختبر أيضاً استعداداتها، وقطعاً تتباين هذه الصفقات والاستعدادات تبعاً لقدرات كل نادٍ، وإن أبقت للكرة على مفاجآتها لتمنحها لمن تريد. يعود دورينا، ولا ندري كيف سيكون حال الجمهور.. كتبنا ونكتب وسنكتب كل يوم عن اللاعب الأول، ونترقب أرقام الحضور في المباريات، وكأننا نتابع أسعار الأسهم في البورصة، وكلي ثقة بأن هذا الأمر سيتغير لكنه بحاجة إلى وقت، وإلى إدراك من كل أطراف اللعبة بما لها وما عليها.
المهم، دعونا اليوم نحتفل.. دعونا نفرح بدورينا الذي أجزم عن قرب وعن علم ووعي ومتابعة أنه كبير جداً.. وحين تحين ضربة البداية بين الأهلي حامل اللقب سبع مرات، وحتا الطامح إلى البقاء ليس إلا، أو بين الجزيرة والظفرة، والشارقة وخورفكان، وبني ياس وعجمان، تذكروا أن الأهم دوماً أن نبقى معاً.. وأن يبقى كل عمل لنا في السماء.. ذاك طبع الأوفياء.

كلمة أخيرة:
اليوم نهدي كتاب الأبطال في نسخته السادسة إلى روح الزميل والأخ أكرم يوسف صاحب الفكرة واللمسة والإبداع والجمال.. رحم الله بو بلال.