من نصدق إنْ اختلف الشركاء.. خلف من نسير إنْ تفرق رواد المسيرة.. ماذا نفعل إنْ أعيتنا السبل وهل بات الجري للخلف سمة لدى البعض في وقت نحاول فيه أن نمضي قدماً.. ماذا تفعل إنْ أثار الكلام حفيظتك واستفز كل ذرة فيك.. لا سبيل سوى أن تحدث نفسك كالمجنون، طالما أن منطق الأشياء قد اختل بهذه الصورة.. طالما ليس من حقنا أن نعرف الصواب من الخطأ ولا المصيب من المخطئ. منذ أيام، عاد لاعبو منتخبنا لألعاب القوى، بما هو أدنى من «خفي حنين».. عادوا وليتهم ما ذهبوا إلى الكويت ليشاركوا في بطولة مجلس التعاون للشباب، والتي حلوا فيها بالمركز الأخير بعد أن حققوا ميدالية واحدة هي البرونزية، في سباق كان فيه ثلاثة لاعبين فقط.. ما يعني أن الميدالية كانت للأخير، حتى لو نام على الأرض.. عدنا بميدالية من 60 ميدالية كانت متاحة في أم الألعاب، ومنجم الذهب كما يقولون، والذي يبدو أنه منجم لأي أحد سوانا، ولن نفتح أبوابه أبداً طالما نحن بهذا المستوى، فإذا كان حالنا هكذا في الخليج، فأي أمل يرتجى دولياً أو عالمياً أو أولمبياً. رئيس الاتحاد، المستشار أحمد الكمالي، دافع عن اللاعبين، ووصف النتائج بالممتازة.. نعم قال إنها ممتازة، وإن المشاركة لم تكن بغرض إحراز الميداليات، وإنما للاحتكاك، وإن اللاعبين ما زالوا ناشئين لكنهم شاركوا في فئة الشباب، وحذر من يحاولون تصدير الإحباط لمستقبل اللعبة وأمل ألعاب القوى الإماراتية. ومن الاتحاد أيضاً، أكد راشد الجربي، عضو مجلس الإدارة، أن نتائج لاعبينا لا تليق، لكنها منطقية بسبب عدم وجود مدربين في الاتحاد، باستثناء مدير فني يقيم خارج الدولة، وأن اللاعبين مظلومون ولا يجدون الرعاية، وتوقع ألا نفعل سوى ذلك في البطولة العربية، ومعه أكد محمد جمعة محكوم، مدرب اللعبة ومشرف المنتخبات السابق، أنه لو كانت في الكويت مئة ميدالية، ما حققنا شيئاً. لا أدري من أصدق.. لكن ما أعرفه أن النتائج أبلغ عنوان، وما أعرفه أن الحرث في الماء يجب ألا يستمر.. ما أعرفه أن لعبة يفترض أنها أم الألعاب ومنجم ذهبها وفضتها تتخبط.. ما أعرفه أن البناء لا يكون هكذا، وأن صقل الخبرات - حتى لو صح ذلك- لا يكون بحرق اللاعبين.. وأعرف أن الكلام بهذا الشكل إنما هو لعب علينا من أي طرف لا يقول الحقيقة، وعندما تتوه الحقيقة، تأكد أننا الضحية، وأن اللعب إنما هو بالكلام ليس إلا. كلمة أخيرة: لو كان الاحتكاك رجلاً لقتلته.. قضينا عقوداً في «الاحتكاك».. لا أدري متى نلعب.. متى نتقدم؟