في انتخابات الوطن الكل فائز، والكل يحقق أهداف الوطن في حوار مع الذات من أجل فتح القنوات المؤدية إلى الحقل، كي ترتوي الأشجار وتزدهر الديار، وتمضي القافلة باتجاه العشب القشيب.
في انتخابات الوطن الكل له الناموس عندما ترتفع راية النجاح لوطن يكلل أبناءه بأحلام لونها لون الزهر، ومناخها مناخ الربوع اليانعة، والنجود الخضراء اليافعة.
في انتخابات الوطن، يحتفل البر والبحر والمرأة والرجل، والصغير والكبير، والتاريخ يرفع علم الازدهار، ويغرس علامة النصر على تضاريس القلوب، ويملأ جعبة الأيام بحدث يتوج الرؤوس بهامة الرفعة، وشامة الشأن المنيع، ويسجل للأجيال ملحمة ترسم سطورها على الجباه السمر، علامة مميزة لوطن سطر حروف المجد بجدارة ذوي العزم والفضيلة، وقدرة الأفذاذ في تخطي حواجز الزمن، وعبور المرحلة بتؤدة، والمرور عبر خلجان المودة بقلوب ملؤها الحب، وعقول تزخر بالإيمان، بأنه لا وطن إلا وطن العشاق الذين يجعلون من نسيج الوطن قصيدة عصماء أبياتها أنامل من يثبون نحو المستقبل، بخطوات، لا فيها زلل، ولا يكتنفها خلل، بل هي مثل الماء في جداول السلسبيل، هي مثل الدماء في عروق الأصفياء، هي مثل الموجات على سواحل الطمأنينة. في انتخابات الوطن، يحلو النشيد، وتنسجم النغمات لتشكل دوزنة الأوتار، في آلة عزف حميمية، فيها تلبس المشاعر معاطف الدفء، وترتدي الأفئدة مخمل الرخاء، وثراء المعطى. في انتخابات الوطن، «الدشاديش» البيضاء أجنحة الفراشات التي تظلل أكمام الورود، ويبدو العقال طوق أعناق الزجاجات الرهيفة. في انتخابات الوطن، تتلاقى القلوب، وتتعانق الأرواح، ليبدأ البث الروحاني من منابر الوعي، كأنه الهديل على أركان القمم الشم، ويبدو الحلم واحة ترسم وجوه براعمها، بأقلام من وهج الشمس الإماراتية الذهبية، تحيك قماشة الوعي بخيوط من حرير صحرائنا المبجلة.
في انتخابات الوطن، يحضر التاريخ، وتحضر شيم الذين بنوا سور الوطن، والذين نحتوا على الرمل خطوات أيقظت فينا دوماً روح العمل من أجل رفعة الوطن، ومن أجل سعادة شعب، أحب وطنه، فأحبه الله، وحباه بقيادة ترتب وعيّه بمزيد من العطاء والبذل.
في انتخابات الوطن، نشعر أننا أمام لوحة تشكيلية، يصيغ خطوطها فنانون احترفوا الإبداع عبر أجيال وأدوار تدور في فلك الشمس المضيئة.