التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإخضاع مراكز «تسهيل» و«تدبير» لعملية تقييم شاملة، وهي مراكز القطاع الخاص التي قامت وزارة الموارد البشرية والتوطين بتعهيد خدمات الوزارة إليها. جاءت بعد مرور فترة من التجربة اقتضت المراجعة لما واكبها من تعثر في جوانب منها، خاصة أن «التسهيل» المنشود تحول إلى تعقيد، وكذلك «التدبير».
مع كل الاعتزاز بأن التجربة فتحت باباً جديداً للمشاريع الوطنية الخاصة، إلا أنها تحولت لعبء بسبب المبالغة في الرسوم والاشتراطات سواء من جانب الوزارة أو المكاتب. فالوزارة وضعت سقفاً مالياً يتجاوز المليون درهم لترخيص المكتب واشتراط تشغيل عدد معين من الأفراد وغيرها من الاشتراطات التي انعكست على المتعاملين مواطنين أو مقيمين والرسوم التي يدفعونها مقارنة بمكاتب الطباعة السابقة على تعهيد الخدمات وبالصورة التي نشاهدها اليوم.
ملاحظات كنّا قد طرحناها من قبل عبر هذه الزاوية، فالمسألة ونجاح التجربة ليس بقدر نجاح كل مكتب في تحقيق السقف المحدد للعائدات، بل العبرة في كيفية إسهامه في تحقيق إضافة نوعية للخدمات الحكومية التي أنيطت به ويكون عوناً للجهات المرتبطة إلكترونياً به. وكانت غايتها من تعهيد الخدمات الحد من أعداد المراجعين وتوسيع خدماتها الرقمية، والهدف الأسمى راحة وإسعاد المتعاملين.
ولكن بعض تلك المكاتب تحول إلى محطة لإعادة تحويل المراجعين والمتعاملين للجهات الحكومية؛ لأن النظام أو «السيستم» أصم، ولا يعترف بوجود استثناءات أو اشتراطات مغايرة للمعلومات التي تم تلقيم النظام بها.
أما مكاتب «تدبير» فتلك قصة أخرى، فبدلاً من «تدبير» أمور استقدام العمالة المساعدة والمنزلية منها خصوصاً، فتحت مبالغتها في أسعار الاستقدام المجال واسعاً لسوق سوداء للاستقدام عن طريق المعارف والأصدقاء في محاولة من الباحث لهذه الفئات من العمالة لتخفيض النفقات والمصاريف.
بلا شك، فإن المراجعة للتجربة ستسمح بالوقوف على جوانب القصور للتخلص منها وعلى مكامن القوة لتعزيزها والاستفادة منها لتطويرها والارتقاء بها على طريق إرساء نموذج متفرد لخدمة المتعاملين وإسعادهم بدلاً من الصورة غير الحضارية التي نراها في بعض مراكز «تسهيل» من تكدس للمراجعين مع أزمة للمواقف جعلت بعض المراجعين يتجرأون على مواقف أصحاب الهمم.
وبانتظار نتائج المراجعة التي نأمل ألا تتأخر، نتمنى للوزارة حسن التدبير والتساهيل في تجربتي «تسهيل» و«تدبير».