أنسوماني فاتي هو لاعب كرة قدم ولد عام 2002 في غينيا بيساو، انتقل مع عائلته إلى إسبانيا عام 2008 وهو لم يتجاوز السادسة من العمر، وعندما بلغ العاشرة، انضم إلى صفوف أكاديمية لاماسيا التابعة لنادي برشلونة، وفي صيف العام الحالي قام بتوقيع أول عقد احترافي مع برشلونة ولمدة 3 سنوات، وفي 25 أغسطس خاض أولى مبارياته في الليجا الإسبانية بقميص البارسا ضد ريال بيتيس، وبعدها بستة أيام فقط سجل أول أهدافه في الليجا بمرمى أوساسونا، وهو الذي يبلغ من العمر 16 عاماً، وأصبح أصغر لاعب يسجل هدفاً في تاريخ برشلونة، واليوم يعمل الاتحاد الإسباني على ضم اللاعب إلى المنتخب الإسباني، وقد أكمل 10 سنوات مقيماً فيها.
هذه هي قصة فاتي، وهكذا هم يديرون الرياضة، ولهذا هم دائماً في الطليعة ولهم الريادة، فهذا هو التطبيق السليم، وتلك هي الاستفادة المثلى من فئة المقيمين، والعبرة تكون في كيفية اكتشاف المواهب في سن مبكرة للغاية، وإدراجهم ضمن فئات المراحل السنية وانخراطهم في الأكاديميات من أجل صقل إمكانياتهم وتطوير قدراتهم، وتأتي مرحلة جني الثمار فيما بعد عندما يشتد عودهم ويكتمل تأهيلهم.
عندنا في الإمارات، صدر قبل عامين القرار السامي بالسماح لأبناء المواطنات وحاملي الجوازات، إضافة إلى مواليد الدولة، بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية، وعدم اشتراط جنسية الدولة لمشاركتهم في هذه المسابقات، وكان الهدف منه هو دمج كل فئات المجتمع في القطاع الرياضي، والاستفادة منهم في تطوير قاعدة المشاركة في مختلف الرياضات.
في السابق كان هناك الكثير من المواهب التي تندرج ضمن هذه الفئات والتي لا تجد الفرصة للانخراط في الأندية الرياضية وتمثيلها، ولطالما خسرت رياضتنا بسبب عدم دمج هذه الفئات التي تمثل شريحة مهمة من شرائح المجتمع، واليوم بات المجال مفتوحاً لاستقطابهم وتوسيع قاعدة المشاركة والاختيار إلى أقصى حد.
ما الذي فعلناه منذ صدور القرار التاريخي؟ هل تم فتح المجال أمام الراغبين من جميع الجنسيات للانضمام إلى الأندية؟ وهل تمت الاستعانة بالخبراء القادرين على اكتشاف المواهب بعين بصيرة؟ وهل تم تطوير قدرات الأكاديميات في مختلف الألعاب حتى يكون لها دور فاعل في صقل هذه المواهب، وبالتالي رفد أنديتنا ومسابقاتنا وكذلك منتخباتنا بالعناصر التي تثبت جدارتها؟ أم أن الأمر مقتصر فقط على التعاقد مع لاعبين أجانب من الخارج لم يمثلوا منتخبات بلدانهم وإدراجهم في فئة المقيمين، فألحقنا الضرر بالمواطنين، ولم نستفد من القرار، هذا هو الابتكار.