هناك أندية ليس مستساغاً أن تبقى في الظل، وإن حدث فيبدو ذلك كالاستثناء، يجب ألا يستمر طويلاً، تماماً كحال فريق بني ياس، الذي عاد سريعاً إلى دوري الخليج العربي، ليشارك في دوري الأضواء للمرة الثانية والعشرين، وهذا العدد هو ما يعكس قيمة ومكانة بني ياس في عالم الكبار، وأن هبوطه لم يكن يليق به على الإطلاق. عاصرت بني ياس في سنوات التوهج مع بدايات دوري المحترفين، وكان فريقاً عتياً وكبيراً استطاع في موسم 2009 - 2010 أن يقدم مستوى متميزاً كان يغري محبيه بالبطولات، وفي الموسم الذي تلاه كان أفضل حالاً بل ونافس على الدوري ذاته، وفي موسم 2012 - 2013 شارك في البطولة الخليجية للأندية واستطاع الفوز ببطولة «خليجي 28»، ما يعني ببساطة أنه من الكبار ليس في كرة الإمارات فقط، وإنما في الخليج. مر الكثيرون على بني ياس، سواء لاعبون أو إداريون، فقد لعب في صفوف السماوي النجم العالمي تريزيجيه، والمصري محمد زيدان وغيرهما كثيرون، وتوافد على إدارته الفنية مدربون من مدارس مختلفة قبل أن تستقر الدفة الفنية لدى الصربي جوران، والذي تمكن من العودة بالفريق إلى دوري الخليج، قبل جولتين من ختام منافسات أندية الدرجة الأولى، ويبدو «السماوي» عازماً على إنجاز آخر بالفوز ببطولة المسابقة، حيث يحتاج إلى نقطة تتوجه بطلاً بعد أن سبق الجميع وخطف إحدى بطاقتي الصعود. هذه العودة ما كان لها أن تتحقق بهذه السرعة، لولا تكامل العمل الإداري والفني، والذي أثمر إنجازات شتى، لعل من بينها ما حققته الإدارة على صعيد الإنفاق، حيث استطاعت حسب تأكيدات الدكتور سالم جريب الحارثي رئيس شركة الكرة، تخفيض النفقات بنسبة 25 في المائة، وعلى الرغم من أنها نسبة طبيعية، قياساً بأن الفريق كان يلعب في دوري الدرجة الأولى، وأن الفارق كبير بين الهواة وعالم المحترفين، إلا أن إدراك الإدارات لطبيعة، وأهمية إحكام المنظومة الإدارية والمالية، يبدو نجاحاً جانبياً يضاف إلى النجاح الفني الذي حققه الفريق هذا الموسم. بني ياس فريق كبير، وقدم لكرة الإمارات على مدار تاريخه لاعبين كباراً أثروا ملاعب الإمارات، وكانت قاعدة الناشئين لديه منصة إطلاق للمواهب، ولديه كل المقومات للعودة إلى حيث يجب أن يكون والمنافسة، واستعادة الزمن الجميل الذي كان فيه «السماوي» لوناً زاهياً من ألوان دورينا. مبروك لنادي بني ياس بقيادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان رئيس النادي، تلك العودة التي لم تتأخر كثيراً، ومبروك لجماهيره وإدارته ولاعبيه وقيادته الفنية، ومبروك على الدوري عودة فريق كبير سيضيف كثيراً إلى المنافسة، وقد لا يكون فيها مجرد «ضيف شرف». كلمة أخيرة: بعض العائدين.. تبقى أماكنهم خالية في الانتظار