أخطأ الزميل يعقوب العوضي في إذاعة عجمان، وكلنا نتفق في ماذا أخطأ، وما هي الأدوار الإضافية التي منحها لنفسه، حينما كان يحاور المواطن البسيط «علي المزروعي»، وبعد ذلك تحولت القضية إلى رأي عام، وكلنا تابعنا كيف تفاعلت معها قيادتنا الرشيدة، وكان آخرها حضوره لاجتماع مجلس الوزراء الموقر، وتعيينه باحثاً اجتماعياً، وإقرار إضافة 11 مليار درهم لفئة ذوي الدخل المحدود، مكالمة واحدة قلبت الموازين.. وجدال على الهواء سيغيّر من المستوى المعيشي لمئات الأسر في الدولة. ولكن هل استوعبنا الدرس.. هل اكتملت الصورة في أعين البعض.. هل أدرك الإعلام والمسؤولون والمعنيون ماذا تريد القيادة.. هل تريد منا كما يروّج البعض أن نتفنن في إخفاء الحقيقة، وهل تريد منا أن نتبارى في التنصل من الواقع وهل تريد منا الحكومة أن نكون سداً وحاجزاً لصوت المواطن، وهل يريد منا «أصحاب السمو الشيوخ» أن ننقل صورة مزيفة أو مجملة للواقع. الإجابة أعتقد أنها باتت واضحة، واليوم الحال تغير عن سابقه.. والمنابر لم تعد حصراً على الإعلام، والكلمة لم تعد مقتصرة على الكُتّاب والصحفيين، بل أصبح الكل شريكاً، وأصبح الصوت الصريح والصادق يصل إلى كل المسامع في ظرف ساعات وربما دقائق. نحن اليوم في الإعلام أمام مفترق طرق ومنعطف تاريخي، إما أن نواكب الشارع.. ونكون أمناء أمام القيادة وأصحاب السمو وأصحاب القرار أو نجد أنفسنا فجأة بلا تأثير ويصبح وجودنا شكلياً. الأمر لا يحتاج إلى دراسة، ولا ورش عمل ولا فكرة.. الأمر ببساطة يرتبط بالحقيقة وبالصدق وبالرسالة الأمينة التي حين تصل إلى المسؤول يكون من بعده التغيير والتطوير وإيجاد الحلول وتحقيق العدالة، وعلى المعنيين من مسؤولين وقياديين تنفيذيين في الرياضة وممارسين لها أن يدركوا أن الحقيقة ليست مؤامرة، وأن النقد ليس هجوماً، وأن الوضوح ليس فضيحة.. وأن نقل الواقع وتفنيد الأخطاء ليس انتقاماً، واستعراض حالات الفشل والإهمال والمبالغة في الصرف المالي وعدم الاستجابة لصوت الجماهير وتجاهل فئات المجتمع، ليست كي نجهز لكم مقصلة الإقالة.. بل لنوضح ونوصل للقيادة الصورة الواقعية التي تريدها لمعرفة نهجكم في العمل. وحتى الإعلام ليس بعيداً عن المحاسبة، فالإعلامي صاحب الموقف الصريح قد يخطئ وقد يصيب، قد يقول الواقع وأحياناً يحاول أن يجمّل أو يعدل أو يخفف، ولكنه لا يبحث إلا عن الحق، وما يكتب إلا ما يمليه عليه ضميره، وليس ما يمليه عليه رجل «نافذ» أو الشخصية «مقرّبة»! كلمة أخيرة «الرأس» مرفوع والعين ما تكسرها لو غمضت للموت!