الناخب والمنتخب عليهما واجب، كما لهما حق. الواجبات تجاه الوطن تتقدم الحقوق، نحن جميعاً أعضاء في الوطن، ونحن جميعاً تقع علينا مهمة الوصول بالوطن إلى شواطئ اللحمة الواحدة، والنسيج المتلاحم، بعيداً عن الأغراض الشخصية وكل ما يغري في مقاعد، ومنصات البروز الاجتماعي. الناخب لا يفكر في المرشح كونه اليد التي ستتناول له ثمرات اللوز من قمة الشجرة، بل ينظر إليه كقامة سوف تحقق للوطن قيمته، وشيمته، ونخوته، وعزته، وكرامته، وشأنه، وفنه، ولحنه، وشجنه.
هكذا هي الرؤية التي تضعها القيادة أمام الجميع، في مرآة الواقع. هكذا هي الآمال المعقودة على كل من يفتح عينيه في كل صباح، ويبدأ يومه في الدعوة للوطن، بأن يكون أجمل الأوطان، وأرفعها قامة، ومقامة، وأن يكون الشجرة التي تؤمها طيور المحبة والسلام، والوئام، والانسجام، وأن يكون المنطقة المعشوشبة، بمشاعر الألفة والتكاتف، والتآلف، والتحالف ضد كل ما يعكر، وكل ما يكدر، وكل ما يصادر الوعي بحب الوطن. ما يدور في خلد كل من يعيش على هذه الأرض أن يكون الناخب والمنتخب، كلاهما مجدافا سفر إلى آفاق النمو، وتطور المنشآت، والمشروعات، والمكتسبات، وأن يكونا السور والطوق والعنق، وأن يكونا، المسار والمدار والمحور الذي تدور في فلكه كواكب الحلم، ومواكب ذوي العلم. هكذا نتصور في كل من يتصدر المشهد ويعلن أنه ممثل للشعب، وحامٍ لحياضه، ورياضه، ولا مفرد، ولا مجرد في مسألة الوقوف على قضايا الوطن، فالكل واحد، والواحد كل، والكل يمضي في غاية الوطن، جداول تروي أشجار الحلم، وتسقي عروق التواصل من غير شروط، أو أغراض أو أهداف الوطن، والتي هي أهدافنا جميعاً، ونصب أعيننا جميعاً، ومحط أنظارنا جميعاً. هكذا نرى العضوية في المجلس الوطني، هي عضوية في الوطن بشكل عام وشامل وكامل، ولا تجزيء في مثل هذه الثوابت، وبخاصة، أن الوطن اليوم، يقوم بمسؤولية النهوض بقضايا أشمل من الرغبات الخاصة، وأعم من الموضوعات الصغيرة، والتفاصيل الضئيلة. هكذا نود أن نكون جميعاً جنوداً، أيدينا جميعاً على زناد الوعي، من أجل وطن أفراده عناقيد نخل تعضد بعضها بعضاً، فالوجود نخلة وارفة الظلال، وافرة الخير للجميع.