كل شيء في السوبر كان رائعاً.. المباراة وأحداثها ومجرياتها، ومستوى الفريقين، والتنظيم والاستاد والحكم، وحتى التتويج الذي خلا من زحمة المسؤولين المتسابقين للوقوف على منصة تسليم الميداليات والكأس.
عبدالعزيز العنبري هو أول من يفوز بالسوبر لاعباً ومدرباً، وأول من حقق الدوري لاعباً ومدرباً.. فحين تُخلص في عملك.. تحطم الأرقام بهدوء وتصنع التاريخ، وتمضي. في دورينا، قد نختلف على أمور كثيرة، ولكننا نتفق على حب واحترام هذا الرجل.. ليت البعض يتعلم منه، كيف يقدم الانتصار للآخرين، وكيف يبتعد عن الصورة كي تتسع لغيره، وكيف يذهب للمنافس، قبل أن يحتفل بالفوز، هي أخلاق لا يمكن أن تتصنعها لو لم تكن مزروعة بداخلك.
من أجمل لقطات المباراة، عودة جماهير شباب الأهلي بهذه الكثافة والحماس.. افتقدنا حضورهم فترات طويلة وعودتهم إثراء للمسابقات المحلية.
لا تهمني تفاصيل عودتهم، وهل هم من جماهير النادي «الفلاني» أو النادي «العلاني»، بل كل ما يهمني أن يكون حقاً لهذا الفريق العملاق مشجعون يعبرون عن مكانة هذا النادي، وعن طموحاته وأهدافه الكبيرة.. شباب الأهلي يملك قائمة ممتلئة باللاعبين من الطراز الأول، سواء المحليين أو الأجانب وطموحاته هذا الموسم تتطلب أن يكون مكتمل العناصر فنياً وجماهيرياً وحتى إدارياً.
شباب الأهلي بات محط الأنظار من خلال الذي دار طوال الصيف من تعاقدات مع لاعبين مميزين وعقود رعاية تجارية حقيقية أسهمت في زيادة مداخيل النادي، وستكون عودته لاستاد راشد، بعد طول غياب، بمثابة دفعة معنوية لمحبي النادي، فهذا الصرح يمثل رمزاً غالياً لا يعرف قيمته سوى من كان قريباً منه.
جماهير الشارقة كانت حالة خاصة.. تشجع بحب وتحفز من القلب وتحضر من كل مكان.. عانت سنين طويلة وتعيش اليوم أجمل أيامها.. في «السوبر» كان جمهور الفريقين على الموعد حقاً.
الحكم محمد عبيد خادم كان أحد نجوم اللقاء.. شخصية وهدوء وقرارات صحيحة وتمركز يحسب له في كثير من مجريات المباراة.. كسبنا في هذا اللقاء مشروع حكم في طريقه ليكون ضمن النخبة.. مغامرة لجنة الحكام كانت في محلها والتعيين، ربما لم يتوقعه الكثيرون، ولكنه كان قراراً جريئاً وصائباً.
لا يوجد أجمل من أن تختار استاد آل مكتوم لمثل هذه اللقاءات، فهو تحفة حقيقية ومبنى رياضي يستحق أن يكون في واجهة الأحداث دائماً.. هذا الاستاد منذ أن بدأت الكرة في بلدنا كان شاهداً على أهم لقطات ومشاهد كرتنا.

كلمة أخيرة
الميدان لا يعني صورة وابتسامة.. بل هو عمل وتطوير واكتشاف!