في بداية بث الدعاية، والإعلانات عن المرشحين، هُناك رشات ربما تكون غير واعية من جهة بعض المرشحين، وربما تكون زلات سلوك، تحتاج إلى التنبيه، ولفت الأنظار إلى أننا لا نريد تكرار تجارب غيرنا، والدخول في المقايضات، والمراهنات على تكتيف مشاعر الناخبين، باستخدام وسائط المال.
نقول الأوضاع تغيرت، والوعي اتسع، والناس يدركون ما يريدون، ولن تؤثر فيهم وسائل تواصل تبذل قصارى الجهد في الترويج لأسماء قد لا تكون مقنعة، ولكنها تملك القفز على المراحل، مثل هذه الصور الخرافية استعملت في دول كثيرة، ولكنها أدت إلى نتائج سلبية، وأطاحت بطموحات أوطان كانت مشرقة، وتحولت إلى ليالٍ حالكة.
نريد من المرشحين، وهم إخوتنا، وأحبتنا، برامج واضحة، وصريحة، وفاعلة، تؤدي إلى خدمات تهم الوطن، والمواطن. نريد برامج عمل وطني تخرج من شرنقة القضايا الاستهلاكية، والرتيبة، والمبتذلة.
نريد أن ننهض بقضايانا إلى مستويات تناسب وعي الناخب، وتباري مشاعره، وتتوازى مع قدراته، ملكاته العقلية. نريد أن يخرج المرشحون من فوهة بوح سابق أكل عليه الدهر وشرب.
نريد الابتعاد عن بعض القضايا، والتي لا هدف لها سوى دغدغة شريحة من المواطنين، والعبث بأحاسيسهم.
لقد تغير الزمن، وبعض المرشحين لا زال مكانك سر، ولم يتزحزحوا قيد أنملة عن زمن غادره الناس، ولم يعد يحرك فيهم ساكناً.
نريد من المرشحين أن يرتقوا ببرامجهم لدرجة إقناع الناخب أنه أمام فريق عمل من أعضاء لمجلسهم الموقر، سوف يعبر بهم إلى مناطق جديدة، وعديدة، تسفر عن قدرات ذات قيمة، ومعنى، ستقدم للوطن أفكاراً تضاف إلى مشاريعه العملاقة، نريد من المرشحين أن ينفكوا من الأفكار السابقة، والبدهية، والبسيطة، والدخول في معترك مخاضات ثقافية، وفكرية، نحن في أمس الحاجة إليها، ونتمنى لكل مرشح أن يطرق أبوابها، لأنها السبيل الذي سيدخلنا عصر التنوير الحقيقي ويذهب بنا إلى آفاق العصر الجديد.
فبعض القضايا التي كانت تطرح في المراحل الأولى من عمر المجلس الوطني الانتخابي، لم تعد صالحة اليوم، فالزمن تغير، والعقول تغيرت، والمطالب تغيرت، والطموحات كبرت، والوعي صار أوسع من التطرق إلى تعدد الزوجات أو عدمه.. مثلاً.
هذه وجهات نظر، لم تعد تجذب المرأة، أو تنفرها، لأنها تجاوزت مثل هذه الأمور، وأصبحت تتطلع إلى أفكار أكثر عمقاً، وأكثر أهمية بالنسبة لها.