ليس سهلاً أن تمتهن الكتابة، ولا أن تعود إليها بعد غياب.. مهمة أن أتحاور معك صعبة.. أن أجندك لتتفق معي أو حتى تعارضني.. أن أستفز صمتك الداخلي ليس بالأمر الهين.. الكتابة مؤامرة جميلة لحشد الشركاء، لكنها يجب أن تتم دوماً بوعي ومسؤولية.
بدأ الموسم الجديد.. تبدو التفاصيل شديدة الشبه بما كان عليه الأمر الموسم الماضي، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ألقى حجراً في الماء الراكد.. وضعنا في مواجهة أنفسنا.. أخبرنا بما نعلم ولم نقل.. اختزل مشاعر الناس في البيوت وفي الدروب وفي الملاعب وفي المدارس.. كان موعد رسالة سموه في محله تماماً قبل أيام من انطلاق الموسم، لنبدأ موسماً بلا فوضى.
حين حذر سموه المغردين من العبث والفوضى على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد أن سمعة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة عدد المتابعين، كانت الرسالة عامة، لكل من يتخذ قرار الكتابة.. لكل من يبث مشاعره إلى فضاءات التواصل العديدة والمتشعبة.. كانت دعوة لضبط النفس، وضرورة أن تبقى صورة الإمارات والإماراتي ناصعة كما بناها وأرادها زايد، حسبما أكد سموه، فاستدعى صورة النقاء فينا، وليس أنقى ولا أبهى من زايد.
نباهي دوماً بأن دورينا لا يزال عصياً على ما أصاب دوريات حولنا وحول العالم، من انفلات واضح، كانت له تداعياته التي وصلت حد منع الجماهير من حضور المباريات، لكن فضاءات التواصل في «تويتر» و«فيس بوك» و«انستغرام» و«سناب شات» وغيرها، والتي زادت لدينا عن العشرين مليون حساب، باتت مغامرة محفوفة بالخروج عن النص، وهو ما لا نرتضيه، ونصر أن نبقى كما كنا وكما نريد.. واحة للمحبة والسلام، وعنواناً يزهو به الوطن.
كل واحد منا يحمل في قلبه طيب الذكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نستدعيه في أوقات كثيرة.. يتقاسم معنا أحلى وأروع ما فينا.. تربينا على حكمته، ويوم رحل، كل ما حدث أنه انتقل من شريان إلى شريان، ومن جانب في الصدر إلى جانب.. نحن أبناء زايد، وعلينا دوماً أن نكون أهلاً لهذه التسمية.
بدأ الموسم المحلي.. كثير من الأمنيات في الصدور.. جمهور الأندية، وأمنيات للمنتخب، وأخرى في آسيا، لكن علينا أن نتفق على أمنية واحدة.. أن نبقى في كل الأحوال معاً.. أن نعلم أن وحدتنا هي أروع ما فينا.. أن نرفع الوطن فوق الرؤوس، فهناك حولنا من يبحثون عن أوطانهم على الخريطة، ويقولون «كان هنا».
كلمة أخيرة:
أليس غريباً ومحيراً أن تكون منصات «التواصل».. منابر «الفرقة»؟