على ضفاف السعديات، عند خاصرة ياس، يكمن (الفاهد) هناك، يحط الطائر الميمون ليرفرف بأجنحة الفرح، ويرسم صورة المستقبل للناس، وينحت على الأرض، وجه الإمارات المشرق، ضمن استراتيجية الأحلام الزاهية، والآمال المبهرة، والأمنيات المدهشة، والطموحات العابرة للمستحيل. مشروع فلل سكنية وأبنية مجهزة بالرفاهية لأجل السعادة ولأجل المشاعر المؤثثة بالجمال، وشفافية المعطى، واليوم تبدو السعديات، منارة وطن حلم، وأصبح الحلم قامة واقعية تمشي على تراب لم يزل يحتفظ بعرق الذين كدوا واجتهدوا، وبذلوا وذادوا، ولاذوا إلى الحب كمضاد حيوي سريع المفعول، لا يجف رحيقه، ولا يكف خبيبه عن كبح جماح كل ما يعرقل المسيرة المظفرة، وكل ما يعيق الركاب عن بلوغ الساميات من الأهداف، والشفيفات من الرؤى، والرقيقات من الأنامل التي تنقش في التراب النبيل صورة الغد المشرق، وتدون الأفكار في سجل لا يطوي صفحاته، ولا يغلق نوافذه، بل يفتح الآفاق واسعة وصافية لأجل أن تبقى الإمارات أيقونة مرسومة على رخام الحياة من حبر القلب، من شغف العشاق، ولهفة المحبين لصناعة مجد الوطن، وإبقائه دوماً سارية مرفوعة، خفاقة، مرفرفة كأجنحة النوارس، مهفهفة كأشرعة السفن العملاقة المسافرة عبر محيطات، زعانف أسماكها من رفيف أفئدة المؤمنين بأن الوطن بيت متوحد، لا تهزه ريح الحاقدين، ولا تعرقل خطواته نهقات المسربلين بالكراهية. السعديات، شجرة البحر الملونة بالفخر، وياس، بخور المراحل المبهجة، وعند البحر، تبدو السكنى حدائق ترفل بصدق الذين يشيدون المستقبل، جزيرة بمساحة الوعي المتدفق يقظة، ونباهة وفطنة، وحنكة، وحبكة وياس تسوس المكان بسياسة الأبعاد الأربعة، وأساس العمق الاستراتيجي الذي تضعه القيادة بوصلة الوصول إلى الأفق، ومجهر الكشف عن الإمكانيات الخلاقة لشعب آمن بأنه والقيادة قلب واحد، تذهب دماؤه في ثنايا الوطن الواحد، فتنمو أشجار المجد وارفة الظلال، ثرية بالمعنى، غنية بالدلالة، سخية في عطائها، نقية في انتمائها، صافية في ولائها، وعند الحقيقة لا تأخذها لومة لائم في قطع دابر الزيف، وبتر الأيادي التي تمتد إلى الحياض. الإمارات مزروعة في الأرض، مغموسة في السماء، منتمية إلى النجمة الفضية، منضوية إلى الشامخات في العلا، موسومة بأبدية القيم، وخلود المبادئ. السعديات قلم البحر، وحبر الأرض، والكلمات موائل، تخطو خطوات الغزلان باتجاه السماء، والمعاني الجزيلة تكمن في قلوب من يصفدون الحياة بزخرف العطاء.