الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مباراة في التمرير والصبر

1 يناير 2018 22:00
المربع الذهبي، هو دور الفصل والحسم، فلا بد من فائز يتأهل إلى المباراة النهائية.. ومن المؤكد أنه لا يمكن توقع نتيجة مباراة.. ولكن يمكن في بعض الأحيان توقع شكل مباراة وطبيعتها.. فمباراة البحرين وعُمان قد تعكس حماس لاعبي الفريقي، وحيوية الشباب والدماء الجديدة، فنشهد اندفاعاً ومحاولات هجومية متبادلة ومستمرة، وكثير من الكرات العرضية، وذلك قياساً على تكتيك وسرعة الفريقين في الدور الأول.. لكن في هذا الدور الحاسم تطالب الفرق بتغيير الإيقاع. مباراة «الأبيض» مع شقيقه العراقي تبدو مختلفة في شكلها.. فقد تبدأ بالاندفاع، ولاسيما من جانب «الأبيض» الذي يضغط في البدايات غالباً.. وبشكل عام هي مباراة في التمرير، وذلك وفقاً للإحصائيات الرقمية عن الدور الأول، وهي أرقام لها بعض الدلالات، فسنجد أن منتخب العراق هو الأكثر تمريراً للكرة بإجمالي 1285 تمريرة، يليه «الأبيض» بـ1221 تمريرة.. مع فارق مهم، وهو موقع ممارسة هذا التمرير، إذ يختلف بين الفريقين، إذن هي.. مباراة في الصبر.. مباراة في الحكمة.. أو هي مباراة البحث عن فرصة لاصطياد هدف. ومعلوم أن «عموري» هو مفتاح بناء هجمات «الأبيض».. ودور «عموري» المؤثر قد يكون محدداً بمساحة تقع أمام صندوق الفريق المنافس.. إذ أن الفريق يعتمد هجومياً بالدرجة الأولى على تبادل الكرة، وتمريرها في المقدمة، والاختراق من العمق.. ولو التفت باسم قاسم مدرب العراق لذلك، فقد يصعب المهمة على هجوم «الأبيض»، بخطة عساكر الشطرنج التي تحمي حارس المرمى.. وذلك بزيادة عددية للمدافعين داخل منطقة الجزاء.. فيما سيقع باسم قاسم في خطأ جسيم إذا ما لعب بمصيدة التسلل. ولعل «الأبيض» في حاجة ماسة للاعب ينقل الهجمة المنظمة، من ملعبه إلى نصف الملعب الآخر.. لاعب يصنع التمريرات من الخلف.. لكن بمعايير الخبرات والمهارات، يوضع «الأبيض» في المقدمة، بما يملكه من نجوم، وهم مطالبون بالتحرر من الضغوط والاستمتاع باللعب، وهو شعور في غاية الأهمية يضفي لمحات إبداعية فردية تلقائية في أداء اللاعب، ورأيت هذا الشعور في أداء الفريق بالشوط الأول من مباراته الأخيرة أمام الكويت.. فالاستحواذ وتبادل الكرة وتبادل المراكز يزرع الثقة في نفوس اللاعبين.. وتلك من فلسفة امتلاك الكرة.. إلا أن القوة الهجومية لأي فريق تقاس بقدر وفترة استحواذه على الكرة في الثلث الأخير من الملعب، وفي موقف الهجوم، دون أن يستخلصها الفريق المنافس.. بينما يكون الاستحواذ تكتيكياً لغرض ما محدود ويكون سلبياً بلا فائدة حين يقتصر على ملعب الفريق دون التقدم بالكرة إلى الأمام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©